قصتان قصيرتان سلوى أبو مدين
|
علبة حلوى
هكذا ضمت أصابعي الشاحبة، تلك العلبة التي جاءتني بخجل فتاة أضاءت بصفائها الرائع. وزرعت الحب والأمل. ورقة بلون السحاب لم أعلم محتواها كتبت بخط صغير. شعت حروفها بالدفء والجمال. رسمت في زاويتها صورة لفتاة شقية بضفائر شقراء تحمل بالوناً. وجدت نفسي ممسكة بعلبة من ألوان الطيف علتها أوراق الشجر الذهبية وكأنها أجنحة الربيع.. تمعنت في رقة وعذوبة تلك الأيدي التي وهبتني حرية التعبير فاجأتني بقطع حلوى غُلفت. بألوان اختزنت جمال الحياة. حملت روعتها وألوانها المتوهجة وأنا أحلق في ذاك المساء الشتوي حلوى غلفتها أنامل طرية. عطاءٌ حمل روحها النقية التي تنبض بالشفافية روح لها أجنحة تحلّق مع النجوم البراقة وفراشات الربيع الملونة وتبث أريجها عطراُ. وينهمر رذاذها مطراً.
**********
بكاء المطر.!
*****
خلف نافذة الماضي.. وجوه شاحبة صغيرة.. تتبع صندوقا.. يحمله عدد من الأفراد .. تعلو ضحكاتهم.. ويعبثون بتراب الأرض.! وعلى الرصيف المجاور عجوز تختلس اللحظات الصامتة وتمسك بيدها بعضا من زهور الزنبق وتنتظر،،، وكأن الموكب يرضيها..! عندما ينقشع الضباب.. تتلاشى الأصوات، وتظهر الشمس من جديد.. تخلع عن عيونهم الهلع، والخوف.! أماني الصبية نامت.. عند عتبة البيت..! ربما وملئت جيوبهم بحبات المطر. أما وجه الطفولة التعب لم يكتمل، ترك وراء الصمت حروفا لم تكتمل.! الليل يخرج من خلف معاطفهم، كشرنقة. في مقعد خال إلا من تلك الوجوه المغلفة بالدهشة. بين كل الخطوط التي علقت باللون الأحمر يطل وجه (ليلكي) ينتظر.. وينتظر. رغيف خبز أسمر بللته دموع المطر، فتهافتت فوقه سرب الحمام. والتقمته بعد دقائق،،، أما الحزن الجاثم، على قارعات الطريق فقد احتفى بمولده. والوجع افترش قلوب المساكين. وجه المطر لم يقرأه أحد، تأخر موكب الأقحوان. رتابة الطريق.. الطويل. بداية لنهايات تقترب. قضبان الخوف لم تغف.. مدينة غاب عنها القمر. اغتالت شوارعها وأنهارها.. سُكبت حكايتها على صفحات. القلوب والحدود والألم، مكان لمدينة لم يبق منها سوى رفات، متراقصة على حدود الصمت.!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|