بين مؤيد ومعارض.. مثقفو الرياض يردون على انتقادات الزهراني
|
* الثقافية علي محسن المجرشي:
عودنا الزميل الأستاذ سعيد الدحية الزهراني على إثارة القضايا وتحريكه للمياه الراكدة عبر انتقاداته الساخنة والمميزة مؤخراً.. فلم تكن وجهته بعيدة (الرياض) التي وصفها بالمدينة التي لا مثقفين فيها.. جُل انتقاداته وجهها لنادي الرياض الأدبي ونادي القصة بجمعية الثقافة والفنون حول ضعف النشاطات التي قدماها خلال العام المنصرم.. هذه الانتقادات صاحبها جدل واسع وأثارت العديد من الردود والمداخلات من الأدباء والمثقفين، وقد كانت متباينة بين مؤيد ومعارض..!!.
الأندية الخاوية
أولى تلك المداخلات كانت من د. سلطان القحطاني الذي أشار إلى أن الأستاذ سعيد الزهراني ليس بغريب عليه مثل هذا الطرح، فقد طرح في العام الماضي عدداً من الملفات عن الأندية كان لها صدى وربما أثر..!!. الدكتور القحطاني طالب في رده على انتقادات الزهراني بمحاسبة النادي الذي لا يعمل والإشادة بالنادي الذي يعمل، وأضاف أن من الظلم مقارنة الأندية الأدبية المميزة بالأندية (الخاوية)، حيث قال: لم يكن طرح الأستاذ سعيد الدحية الزهراني عن الأندية الأدبية بالجديد، فقد طرح في العام الماضي مجموعة ملفات عن الأندية كان لها صدى في وقتها، وصار حديث الأندية الأدبية مكرراً لم يعد له الأثر الفعّال، ومما يؤسف له ان الأحاديث التي دارت وتدور حول نشاط الأندية شملت النادي الذي يعمل والذي لا يعمل على حد سواء. والحقيقة ان بعض هذه الأندية ظلم بمقارنته بالنادي الخاوي، الذي يأخذ نفس الميزانية ولم يثمر، ولم تعد هذه الأندية مجهولة حتى لابن الشارع البعيد عن الثقافة، وكان الأجدر بمناقشة هذه الأندية، من حيث التفعيل الثقافي وتطبيق اللوائح المنصوص عليها، ومحاسبة النادي الذي لا يعمل، والإشادة بالنادي الذي يعمل في حدود إمكانياته المادية والبشرية حسب برامج يقدمها رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة، وتفعيل بند الانتخابات، ومدة أعضاء مجلس الإدارة، كما كان هناك أمر مهم جدا لم تأخذه إدارة الاندية الأدبية عندما كانت تتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فلم تدرس الإدارة الوضع الثقافي لكل منطقة يقام فيها النادي، فهناك مناطق لم يمكنها وضعها الثقافي من تفعيل نشاط ناديها، وهناك مناطق تحتاج إلى أكثر من نادٍ أدبي، مثل محافظة الأحساء من حيث عدد السكان وعدد المثقفين، فالنادي الأدبي له رسالته المميزة في تقديم البرامج الثقافية وتبني بحوث الشباب، وليس العلماء، فالمسابقة التي أقيمت في نادي الرياض الأدبي حصل عليها أساتذة جامعيون جاهزون لن تضيف إليهم شيئاً، وكان ظني بها انها لفئة الشباب؛ لتكون بوابة لهم يلجؤون من خلالها إلى البحث العلمي.. نحن نرغب في مناقشة هذه الأمور، ليس بالكلام المعاد، وانصاف الاندية التي انتجت عن غيرها، وتقدير دور المجتهد ومحاسبة المقصر، بل مناقشة بعض الإصدارات التي دون مستوى النادي. ونرغب من وزارة الثقافة أن تحول الأندية وجمعية الثقافة والفنون إلى مراكز ثقافية ذات برامج واضحة ومرسومة لا تتعارض مع الأنشطة الأخرى، ويكون للشباب دور في تمثيلها والمشاركة في رسم هذه البرامج ليكون اتجاه الثقافة معروفاً ومحدداً، وعلى صحافتنا الثقافية أن تتابع نشاط هذه الأندية وإصداراتها وبرامجها بدلاً من جلد الذات، وكفانا تأنيبا، ونقدر جهود البعض في تحريك المياه الراكدة.
وجهة النظر.. والتأصيل
الأستاذ محمد القشعمي أشار إلى أن ما طرحه الأستاذ الزهراني لم يكن سوى وجهة نظر خاصة.. فقد كان محايداً في رده على انتقادات الزهراني حيث قال: فيما يتعلق بما طرحه الزميل سعيد الدحية الزهراني فهو لا يخرج عن كونه وجهة نظر خاصة أو ربما كان لها ما يدعمها ويؤصلها.. وحول هذا ليس لدي تعليق يذكر، فكلهم أصدقائي، وممكن القول أو التبرير بانشغال الدكتور الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي في جامعة الإمام بالإضافة للنادي الأدبي، وهنا يكمن القول وراء ضعف النشاطات بعكس نادي جدة الأدبي الذي يرأسه عبدالفتاح أبو مدين المتفرغ للنادي، فمن باب أولى أن يكون ذات نشاطات مميزة.
وهنا أعود وأكرر ان ضعف النشاطات في أدبي الرياض يعود إلى عدم تعاون الأعضاء فيما بينهم، وترك المسؤولية والعمل على رئيس النادي.
ويؤسفني ان تكون الأمسيات والندوات التي تقام في أدبي الرياض ضعيفة الحضور الجماهيري، وان كان أكثر الحضور إلى الأمسيات من منسوبي النادي.
الصحافة والنقد
الأستاذ محمد الشقحاء أشار في رده على الزهراني إلى أن الصحافة الثقافية لم تواكب نشاطات الأندية الأدبية، وطالب وزير الثقافة والإعلام بمناقشة نظام الأندية الأدبية، حيث قال: مع كل صيف تقوم صحافتنا الثقافية بمحاسبة الأندية على شيء لم تفعله، ويخلط المحرر الثقافي بين المواجهة ومعرفة الحقيقة.
الأستاذ سعيد الدحية الزهراني قال تحت عنوان (ملامح أداء القطبين في الموسم المنصرم) كلاما لا يعول عليه؛ لبعده عن الحقيقة؛ إذ وظف صورة ذهنية مخربشة لعام ثقافي تعددت منابره منها المؤثر الجاد وبعضها فقط لإزجاء الوقت والتلويح بأن في الجسد نبض حياة، والجسد هنا الأندية الأدبية.
المتابعة الصحفية لم تواكب بكل أسف هذه الصحوة المفاجئة في كواليس الأندية التي قدمت الكثير وبالذات الطائف وأبها وجيزان وبعض الشيء الرياض، لقصور في المحرر الثقافي وتعمد تغييب مبرمج في الأقسام الثقافية في الصحف.
حقاً نحن نطالب معالي وزير الثقافة والإعلام بمناقشة نظام الأندية الأدبية لما يوجد من فراغ إداري وتهميش للمناشط القائمة، ولما يوجد من فجوة بين النادي والمجتمع، ولما تم من خطف الأندية الأدبية من دورها الأساس (خدمة الأدب والأدباء لتكون منبراً اجتماعياً عاماً بدون هوية).
الذي أتمناه الآتي:
1 عمل بيانات (قاعدة معلومات) عن الأدباء والكُتّاب المنتجين في كل مدينة بها نادٍ أدبي.
2 اختيار عشرين اسما (20) من هذه الأسماء (كل مدينة على حدة) ودعوتهم إلى الوزارة بالرياض من خلال الشؤون الثقافية لمدة يومين، في اليوم الأول تعقد لهم جلسة عامة لمناقشة المطلوب على ضوء نظام الأندية الأدبية الثقافية المعتمد، وفي اليوم الثاني يختار من المجتمعين سبعة أسماء كمجلس إدارة مؤقت لمدة عام.
3 تراجع الوزارة (وزارة الثقافة والإعلام) مواد نظام الأندية الأدبية القائم وتعيد صياغة بعض مواده شريطة عدم إفراغه من روحه التي نبضها الأدباء والكُتّاب، ولا يكون التدخل الرسمي إلا عندما لم يلتزم مجلس الإدارة بمواد النظام.
4 أن تحفز صحفنا مكاتبها على متابعة الأنشطة الأدبية ومعرفة أخبار كل ناد وتحليلها ومناقشة ما يطرح على منابرها وما تحمله إصداراتها.. فلماذا تم تغييب بعض الأسماء عن المنشط المنبري ولماذا أسماء تكرر.
الأمر لا يحتاج إلى دعوات خاصة تغيب فيها معالم أحلام الآخرين، ولكن إلى مناقشة من يطلب تحمل المسؤولية ويغيب أعضاء مجلس الإدارة حتى يستغل مكانه في تبني أفكار غير مؤثرة.
نحن بحاجة أولاً وهذا أملي في معالي وزير الثقافة والإعلام إلى إعادة الاعتبار لنظام الأندية الأدبية الثقافية، وتسديد العجز القائم في بعض المجالس، وإشعار رئيس مجلس إدارة كل ناد بتصحيح المسمى الذي يوقع به مراسلات النادي، فهو رئيس مجلس إدارة ولم يكن في يوم من الأيام وحسب النظام رئيساً للنادي.
إذا أعدنا الاعتبار للنظام ردمنا حالة عدم الثقة المتسعة بين كل ناد والوسط الثقافي الذي يتقوقع داخله.
أندية المسنين
الأستاذ عبدالله السميح أشار في تعليقه على انتقادات الزهراني الى ان الأصوات قد بحَّت من النواح على حال الاندية الأدبية.. وأكد على أن من الأفضل للأندية الخاوية أن تتحول إلى مراكز اجتماعية لرعاية المسنين حيث قال: ثمة حالة سكونية تطبق على المشهد الثقافي وتحزّ في مفاصله، هذه الحالة لا يدركها العابرون ولا الطارئون الذين يتزيون بعباءة الثقافة في المناسبات الاجتماعية التي تقيمها الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون، تلك المناسبات التي تسمى (مجازاً) مناشط لا شك انها تعبر عن ترابط أفراد المجتمع السعودي وتجسد روح الألفة، كما أنها مجال رحب لتبادل الأحاديث الودية وازجاء الوقت وخلق التسلية.. وشتان ما بين خلق التسلية وخلق الوعي.
لكن المشهد الثقافي يبقى باهتاً لا يعكس الهم الوطني ولا يتسق وطموح المثقف، وما أعنيه بالحالة السكونية هو ان الفعل الثقافي لم يزل خافتاً برغم الخطب الرنانة والمنظومات العصماء والمحاضرات المدرسية والأمسيات، ذلك الفعل لا يمثل حراكاً فاعلاً يتمحور حول قضية أو مشروع يستجلي رؤى جديدة لواقع مأزومٍ تتناهبه كثير من المتغيرات التي أفرزت العديد من الإشكاليات التي ساهم في تكريسها أساطين الإعلام الغرائزي وفضاءات الإنترنت.
لقد بحّت الأصوات من النواح على حال الأندية الأدبية، ومن الأفضل لهذه الأندية إنْ استمرت على حالتها الراهنة أن تتحول إلى مراكز اجتماعية لرعاية المسنين.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|