فشلنا الثقافي(1) من المسؤول؟ خالد أحمد اليوسف
|
تتناقل الصحف والدوريات في هذه الأيام ومنذ بداية العام الميلادي أخباراً مفادها تنازع المسؤولية والقذف باللائمة بين عدد من الإدارات والهيئات الحكومية الثقافية والتعليمية لتحمل احتفالنا وابتهاجنا بعاصمة الثقافة الإسلامية: مكة المكرمة!!
وكل جهة وإدارة تتنصل من عدم قيامها بالمطلوب والمخطط له لأن هناك إدارة أخرى غيرها هي المسؤولة عن هذه المناسبة!!
إذ نحن الآن في منتصف عام 2005م، ولم نر أو نقرأ أو نسمع على أرض الواقع أي تحرك بهذا الشأن!!؟، لكن ماذا حصل لنا قبل هذه المناسبة؟؟؟
في عام 2000م، أي قبل خمس سنوات كنا نعيش فرحة الرياض عاصمة للثقافة العربية، ولأننا ننسى الفشل والسقوط نكرره المرة تتلو الأخرى، مر علينا عام كامل ونحن نردد الشعار من غير إحساس به البتة!!، لم نكن في تفاعل كامل الطاقة والقدرة والإثارة والإبهار والحضور، لم نثرِ وجودنا الثقافي وتاريخنا وكياننا المعروف على كل الأصعدة السياسية والتاريخية والاقتصادية وقبلها الدينية، التي رسخت الموافقة على وجودنا ومشاركتنا في كل المحافل والاحتفاليات، في كل العالم العربي والإسلامي يدركون أهمية أن يكون لبلادنا موقع في كل مناسبة، ونحن بكل ثقة لا نعطي لهذا الرأي والقرار قيمة نهائياً!!، نعم مر عام كامل عام 2000م وكل ما قمنا به محاضرة هنا وندوة هناك، وطباعة كتاب عادي وإصدار نشرة ودورية أخبار لم تأت بالجديد!!، والسبب كل ما تم القيام به محلي السمة والملامح.. محلي الحديث والكتابة والطباعة والتوزيع، محلي الحدث والأحداث، بل ونقلت كثيراً من المناسبات ونفذت باسم العاصمة الثقافية!!؟، وهي مناسبات سنوية وموسمية في كل الدوائر الحكومية تتكرر كل عام، لم ندع الأدباء والمثقفين العرب لبلادنا ليقيموا أنشطتهم بين يدينا أو يشتركوا معنا، ولم نذهب إليهم كي ننقل نشاطنا وهذه تشمل الشعر والقصة والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي والنحت والتصوير ندوات ومحاضرات وأمسيات ومعارض إلى شعوبهم ومثقفيهم!!
مر عام كامل وكأنه لم يمر، وكأن الرياض هي الرياض لم تدرج ضمن هذه القائمة العواصم الثقافية الهامة في الوطن العربي!!؟؟، وها هي الفرصة تعود مرة ثانية لتبدأ من مكة المكرمة!!، فمن هو المسؤول عن إخفاقنا ثقافياً؟؟ من هو المسؤول عن عدم التخطيط والتنظيم والترتيب والجدولة للاحتفال بثقافتنا لعام كامل؟؟، هل نحن لا نطيق ولا نحتمل المناسبات طويلة الأجل؟؟ هل نحن لا نعي أو لا ندرك أن نكون في المواجهة والوقوف أمام أنفسنا وأمام الآخر؟؟، هل نحن لا نملك الطاقات والإمكانيات المالية والإدارية والبشرية؟؟، ماذا ينقصنا؟؟؟؟
لماذا لا نكون ثقافياً في المقدمة، مثلما نحن في الاقتصاد في الرياضة والسياسة والتاريخ والتقنية والعمران؟؟؟؟
ماذا ينقصنا.. ما دامت ثقافتنا فردية أي تقوم على الأفراد؟؟، لماذا لا يستفاد من نجاحاتها وانتشارها ووصولها بحركة الأفراد إلى كافة الوطن العربي؟؟، لماذا لا تتوج هذه الثقافة جماعياً وإدارياً وتفعل بعمل مؤسسي منظم؟؟، ماذا ينقص جامعاتنا ووزاراتنا ذات العلاقة؟؟، ما الذي سرى في عروقنا ليخدرنا ونعول على وزارة الثقافة والإعلام في كل شيء؟؟، لماذا نحملها أكثر من طاقتها وقد نقلت إليها عدداً من الإدارات التي لم تستطع حتى الآن تفعيل دورها؟؟، الصوت لا ينتهي والصدى يرن.. يرن بقوة حتى بلغ منتهاه!!؟، والأعوام لا تتوقف والمناسبات تمر كالسحاب.. فمتى يأتي الإحساس بالمسؤولية الثقافية لأرض تنجب العقول الناضجة بالمئات.. بل بالآلاف..؟؟؟؟، متى.. متى؟؟
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|