ثلاثون عاماً في خدمة الإبداع المحلي الشنطي: كتابي القادم عن (الرواية السعودية الجديدة)
|
* الثقافية علي بن سعد القحطاني:
استطاع الدكتور محمد بن صالح الشنطي أن يثري الساحة بمؤلفاته النقدية القيمة وأن يسدّ فراغاً في مكتبة الأدب السعودي؛ فهو على امتداد أكثر من ثلاثين عاما ظل يلتفت للإبداع المحلي في حين غفلة من أهلها.. وفي لقاء مختزل أجرته (المجلة الثقافية) مع الدكتور الشنطي تحدث عن تلك التجربة التي من الممكن تقسيمها إلى مرحلتين:
1 المرحلة الأولى: من عام 1388هـ 1968إلى عام 1403هـ 1983م.. وخلال هذه الفترة عمل مدرساً في ثانوية تبوك وحصل خلالها على درجة الماجستير عام 1394هـ 1974م.
2 المرحلة الثانية: من عام 1403هـ 1983م وفي تلك السنة حصل على درجة الدكتوراة بتقدير ممتاز، وكان موضوع رسالته عن (الرواية العربية في مصر من عام 1952م 1967م).
بدأ اهتمام الدكتور الشنطي بالأدب السعودي منذ السبعينيات الميلادية سواءً أكان ذلك من خلال نشاطاته المنبرية أم مشاركاته الصحفية، وكانت أول أمسية نقدية له عن الشاعر أحمد الصالح (مسافر) في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء، وصدر له فيما بعد أول كتاب بعنوان (متابعات أدبية) وذلك عام 1401هـ 1981م ،وبعدما حصل على درجة الدكتوراة عام 1403هـ عمل أستاذاً مساعداً في كلية المعلمين بحائل حتى ترقى إلى درجة الأستاذية، وفي هذه الفترة أصدر ما يقرب من عشرين كتاباً جلّها عن الأدب السعودي من أبرزها (فن القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية) 1987م و(في الأدب السعودي) و(الحركة النقدية في المملكة العربية السعودية) في مجلدين و(التجربة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية) في ثلاثة مجلدات، كما نشر عدة أبحاث عن هذا الأدب في مجلات علمية محكّمة في الأردن ومصر.
ويرى الدكتور الشنطي أن المشاركة التي قدّمها النقاد العرب في دراسة الأدب السعودي مثل الدكتور نذير العظمة الذي قدّم أول كتاب أكاديمي منشور عن (المسرح) والدكتور نسيم الصمادي الذي كتب أول بحث مطوّل عن (أدب القصة عند المرأة) بالإضافة إلى كتاب (معادلات القصة النسائية السعودية) للدكتور راشد عيسى وآخرين.. هذه المشاركة تحمل هنا رمزاً بالإضافة إلى الجانب العلمي، هذا الرمز يأتي تقديراً للأدب السعودي ومعرفة قيمته الحقيقية، والتأكيد على الروابط بين الآداب العربية والتعريف بالأدب السعودي الذي ظُلِم كثيراً لأنه لم ينتشر كما ينبغي.. أمّا الآن فأصبح يعرف قيمته القاصي والداني خاصة بعد أن ظهر كوكبة من النقاد السعوديين اللامعين التي شاركت في أكثر من محفل.
وعن المشروع القادم للدكتور الشنطي أشار إلى شروعه في تأليف كتابه (الرواية السعودية الجديدة).
الجدير بالذكر أن الشنطي ما يزال محل حفاوة وتقدير من الأكاديميين والأدباء والمبدعين على إصداراته التي تعد مرجعاً للدارسين وتوثيقا مهماً لمسيرة أدبنا السعودي.. وقد احتفت به الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض قبل أربع سنوات وقامت بتكريمه في وقت توج به الناقد الشنطي جهده الأدبي آنذاك بصدور كتابه الجديد (الحركة النقدية في المملكة العربية السعودية) في مجلدين، وقد أشاد الدكتور عبدالله الغذامي بإسهامات الشنطي في الحركة الثقافية وقال: الدكتور محمد بن صالح الشنطي له دور بارز في المتابعة الثقافية في المملكة على مدى يمتد لأكثر من عشرين عاماً، في حين كانت هناك غفلة تشبه الإهمال للنص السردي والروائي بما في ذلك القصة القصيرة.. فقد اهتم هو بسد هذه الثغرة الواضحة وتابع بمثابرة وإخلاص، وكنا نشعر بالامتنان له على هذا الدور خاصة إذا قارنا أناساً آخرين ما كان يعنيهم أمر الثقافة في بلادنا بينما هو حمل على عاتقه هذا الهم ولم يضجر ولم يقصر ولم يسوّف بل ظل يعمل ويعمل.. وعناوين كتبه وبحوثه مع مقالاته التي لا تعد، ومشاركاته المنبرية المتواصلة كلها تشهد على هذا العطاء الوفير، فله حق علينا أن نكرمه وأن نقدره على هذا الدور المتميز والمتواصل.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|