إحدى وسبعون ما مرتْ بإعصارِ |
ولاسئمت ارتحالاً أيها الساري |
وما مللت من الأسفار أعشقها |
إني أفدّي بعمري بعض أسفارِ |
وما تعبتُ من الأعداء زدتهمُ |
حباً، أحالهمُ كالعود في النارِ |
رفاق دربي مع الأصحاب قد رحلوا |
للحيّ حبي وللأمواتِ أذكاري |
بلى أتوق وأعطاني السُرى أملاً |
يداعب القلب والأشعار أقداري |
أيا رفيقة دربي عمرنا هبة |
ومتعة العمر أشواق لأعمارِ |
عشنا شباباً وحباً كلُه دَعةٌ |
وما تغيرّتِ والأسفار سمّاري |
أهديتني البنتَ والأولاد هم رغدي |
من فضل ربي أعين الجائع العاري |
البحر والبر أنفاسي ومملكتي |
والغيم ساقيتي والأفق أشعاري |
إن ساءلوكِ فقولي إن منهجَنا |
أن ننصَر الحقَ في عزمٍ وإصرارِ |
ما بارح القلب مذ حنّ الفؤاد لهُ |
وظلّ يحمل في أضلاعهِ داري |
وإن سئلتِ فقولي إنه رجلٌ |
ما شاب سيرته بالذلِ والعارِ |
قولي لهم عن مدى عزمي إلى هدفي |
رغم القيودِ بأصفادِ وأسوارِ |
هذي حديقة عمري في الربيع زهت |
كم في مباهجها من فاتنٍ ضارِ |
الطير يصدحُ والأغصان راقصةٌ |
والورد يضحك مفتوناً بآذارِ |
دومي على العهد حُبُ الخير يجمعنا |
عند اللقاء وفي العينين أخباري |
وإن عثرت ففي المضمار متسعٌ |
أكبو وأسبق من طورٍ لأطوارِ |
ويابلاداً نذرتُ العمر أحضنها |
من أجل عزّكِ أظعاني وإبحاري |
تُرددُ البيد والشطآن أغنيتي |
وتُرقِصُ الموجَ والبحارَ أسماري |
إن ساءلوك فقولي صائمٌ قلمي |
وقد نذرت لنشر العدل أفكاري |
وإن سئلتِ فقولي إنه كَلِفٌ |
دقات خافقه ألحان قيثاري |
ياعالمَ الغيب ذنبي لايحيط بهِ |
إلاكَ تعلمُ إعلاني وأسراري |
(وأنت أدرى بإيمان مننت بهِ |
عليّ ما خدشته كل أوزاري) |
كلي يقينٌ بعفوٍ منك يشفع لي |
(أيرتجى العفو إلا عند غفارِ؟) |