قصص قصيرة حكيمة الحربي*
|
بيت قديم
في البيت القديم تفوح رائحة رطبة لوشائج لم تنقطع.
في وسط الفناء تتعملق شجرة كبيرة متفرعة.. ارتاحت أغصانها فوق سور الدار..
حتى أصبح خبر هذه الشجرة وتفرعاتها حديث أهل الحي!؟
تستظل تحت أفيائها سيدة الدار المسنة.. التي تمشط ضفائرها كل صباح، وتتفقدها كل مساء.. تغسلها بضوء الشمس.. وتلفها بعتمة الليل!
وفي صباح كئيب بائس.. وجدت أوراق الشجرة قد حتت.. وأغصانها تكسرت..
وضفائرها قصت!
فقدت النطق.. وانطفأ الضوء في عينيها.. فأصبح البيت القديم مهجوراً لا يسكنه إلا الخواء!!؟
الجريدة
جلس على المقعد الموضوع على الرصيف تحت شجرة تعرّت من أوراقها...
مكانه المفضل كلما تشرق شمس صباح يوم جديد!
ينفث همه مع دخان السيجار المتصاعد على شكل خطوط متعرجة، يراقب المارة..
وهم يسيرون في طريقهم الى أعمالهم..، تذكر تلك الأيام المضيئة في حياته وروحه المتوهجة حيوية ونشاطا.. قبل ان يصبح عاجزا لا يسير إلا بمساعدة عكازين بائسين بعد حادث أليم أطار بجناحي وظيفته اللذين يحلق بهما في سماء العمل الذي استغنى عنه.. وتفرق من حوله الأصدقاء!؟ لم يبق إلا المقعد مكانا والرصيف مأوى.. وجريدة الصباح صديقا وأنيسا!
تصفح الجريدة على عجل فوجد العالم يغلي.. طوى الجريدة ووضعها تحت معطفه ورحل!!
شرفة
يلوكه الفقر.. ويطحنه البؤس.. تتساقط عصافير أحلامه على أرض يباس...
تموت ألف مرة!
لا تجد مطرا يسقي العطش.. ولا أرضاً ينبت العشب والزهر!!
خفق قلبه لزهرة الصباح.. تاق الى عبيرها.. أراد ان تكون نوارة أرضه الجافة...
ونورسة حلمه الذي يورق داخل حدائق العمر.
صحا من غفوته فوجد كوخه لا يتسع لأحلام زهرة فؤاده.. وأرضه لا تستوعب أزهارها.
ذهب إليها ذات مساء.. تحدثا تحت شرفة غرفتها بجانب شجرة مازالت تورق ورسما خريطة احلامهما وحياتهما.
وفي الصباح.. استيقظت.. فتحت الشرفة وكلها أمل.. بصباح بهي وغد جميل.
فلم تر إلا حبلا معلقا تحت شرفتها في حلقته تتدلى رقبة حبيبها!!؟؟
* كاتبة وقاصة عرفت ب«لميس منصور»
hakema_h@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|