إطلالات تشكيلية اعتبرها البعض خطوة جريئة هل تنجح مجلة (بلا حدود) رغم فشل سابقاتها من المجلات التشكيلية؟
|
أخيراً صدرت مجلة بلا حدود التي يرأس تحريرها الزميل الفنان والإعلامي أحمد الغنام، المجلة تعنى بمجال الفن التشكيلي اشتملت على خمس وثمانين صفحة فصلية الصدور، يحاول الغنام أن يثري بها الساحة التشكيلية والثقافية ويقول: إنه حلم تحقق، ويأمل في أن تجد المجلة القبول والاقتناء، كما يسعده النقد والمساهمة بالكتابة من قبل الراغبين في الارتقاء بالذائقة التشكيلية.
أعود للمجلة التي ظهرت رشيقة بشفافية مفرطة اعتمد فيها على أسلوب (الكبسولة) أو المعلومة السريعة والقصيرة والإشارات والتلميحات, وظف فيها أسماء من مشاهير مختلف الفنون الغنائية والمسرحية والشعر بمواضيع تربطهم بالفن التشكيلي، مع بعض اللقاءات وشيء من المواضيع ذات العلاقة بالفن التشكيلي والنقد، شارك في الكتابة للعدد الأول أسماء لها موقعها في مجال النقد والصحافة المحلية منهم الفنان الدكتور محمد الرصيص، والفنان الناقد عبدالرحمن السليمان والزميل الإعلامي خير الله زربان، كما تضمن العدد إشارة إلى إبداعات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن مع نشر مجموعة لأعماله التي لم يسبق نشرها، إضافة إلى لقاءات كان أحدها مع الفنان التشكيلي البحريني أحمد باقر، واستعراض لندوة سبق أن قدمت في أحد مهرجانات الجنادرية.
المجلة خطوة جريئة من الزميل أحمد الغنام خصوصاً أنها موجهة لساحة أهلها لا يبحثون عن ثقافتهم إلا عبر المجالس واللقاءات في المعارض لمعرفة آخر الأخبار أو المعلومات ذات العلاقة، إضافة إلى سلبيتهم في التعاون عند طرح القضايا التي تهم إبداعهم بحثاً عما يهمهم، ويشبع رغباتهم، كأن تجري معهم لقاء أو أن تتابع أخبارهم مهما كان حجمها، وهنا تصبح مقروءة ولافتاً للنظر، المهم هنا أن ما قام به الزميل الغنام جاء في الوقت الذي توقفت فيه المجلات المماثلة بعد عدد أو عددين منها اكتشف أصحابها فشل التجربة، ولهذا فوجود هذه المجلة الآن، وبهذا المستوى الذي لا يزال تجريبياً مع ما ظهر به من خلط للأوراق وعدم تحديد الهوية ما ينبئ بأمر آخر لا قدر الله، فنحن في حاجة لكل إصدار ولكل صفحة لإيصال هذا الفن وفنانيه إلى المتلقي المثقف والعام رغم تراجع من عني بهم وهم التشكيليون.
لقد كانت التجارب السابقة وعلى مستوى عربي آخرها مجلة فنون شرقية محاولات يائسة اصطدم فيها الهدف بالكسب المادي الذي لا يمكن تجاهله واعتبار صدور تلك المجلات دعماً للفن التشكيلي والارتقاء بمفهومه عند العامة وعند المثقفين فقط دون النظر للمردود من وراء هذا الجهد، وما ترتب عليه من إيجاد فريق عمل كما علق به الزميل الغنام عند لقائي واستثنائه الكسب المادي، فهذا القول كلام مستهلك لا يمكن تمريره لمعرفتنا أنه لا يمكن لأي إصدار مماثل أن يستمر إذا لم يصاحبه دعم مادي عائد من المبيعات، أو من الإعلان الذي يدرس فيه جدوى وجوده في مثل هذه المطبوعة ولأي فئة يمكن توجيهه وحجم عدد تلك الفئة، فكيف نتوقع أن نجد هذا المردود في ساحة أصحابها لا يقرؤون إلا ما يكتب عنهم أو من قارئ لا يعي الفن التشكيلي أو يلقي له بالا، إذاً لنصل إلى حقيقة مثل هذه المطبوعات المتخصصة التي لا يمكن لها النجاح والاستمرارية إلا إذا صدرت من الجهة الحكومية المعنية، وهذا ما نتوقعه من وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وهي رسالة مباشرة للدكتور عبدالعزيز بن سبيل فهو مطلب ورغبة لكل الفنانين نتمنى أن تجد القبول.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|