وميض المؤسسات التشكيلية الخاصة عبد الرحمن السليمان
|
هناك دور وهناك عمل واضح للمؤسسات التي قدمت نفسها ضمن سياق الحركة التشكيلية في المملكة، إما بالإعلان أنها تسعى للمساهمة في هذه الحركة أو أنها تعمل تواصلاً مع دور المؤسسات الرسمية، أو أنها تكمل هذا الدور أو غير ذلك مما يمكن اعتباره دوراً في الحركة التشكيلية السعودية والتعامل مع رموزها والمبدعين فيها بطريقة مغايرة فيها شيء من الانتقائية والحرص على تجويد ما تقدمه.
اهتم بعض المتذوقين ومشجعي الفنون باقتناء أعمال فنية للفنانين التشكيليين السعوديين، وكذا للفنانات، بجانب أعمال الفنانين العرب. البعض تحرك بمجموعته الفنية خارج البلاد مثل (كندة) التي أقامت عرضين لمجموعتها في فرنسا وألمانيا والبعض الآخر يتعامل مع الوسط بتباعد شديد، ولعل الاكتشاف المتأخر لكندة ومحدودية التعرف على مجموعتها الفنية المهمة التي يتكون معظمها من أعمال فنانين عرب يشير إلى أنه - ربما - هناك اهتمامات مماثلة لدى آخرين لم يفصح عنها.
جاءت مؤسسة الفن النقي لتعلن عن اهتمام بالمنتسبين للساحة فأقامت معارض الموهوبين أو الواعدين والواعدات، وامتد الاهتمام إلى خطوة جيدة عندما رعت معرض الفنان الدكتور محمد الرصيص الاستعادي، وطبعت بالمناسبة كتاباً مصوراً لأعماله الفنية تضمن دراسات حولها، كما تبنت فيما بعد طباعة كتاب التصوير التشكيلي في المملكة، وبعيداً عن قضايا التقييم والرأي في مثل ذلك إلا أنها خطوات مطلوبة وتبشر بكثير من الخير.
برزت أواخر العقد الماضي مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، وكانت تباشير هذا الظهور قد تمثلت في المسابقة التي نظمتها بين عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين لاختيار عمل يوضع على أجنحة طائرات الخطوط الجوية البريطانية، ودُعي لهذه المسابقة مجموعة من الفنانين وأقيم معرض للأعمال في 19 أكتوبر من العام 1997م، تواصل هذا الاهتمام وكان معرضها (الفن للجميع) بمثابة الانطلاقة والصوت الأقوى لعلاقة مع المجتمع ومحبي الفنون، فكان الفن في متناول الجميع، حينه افتتحت المنصورية معرضها الكيبر في ثلاث قاعات في مدينة الفنون (جدة) وفي آن واحد، التقى - حينها - الفنانون المدعوون من مدن المملكة لتكون بمثابة التظاهرة الفنية من أجل تقريب العمل الفني للمجتمع وليكون في متناول محبيه. أعتقد أن مثل هذا المعرض قد حقق أهدافه ونجحت المنصورية في التأسيس لفكرة تقريب العمل الفني واقتنائه من قبل محبيه. تواصلت الاهتمامات برعاية بعض الفنانين والفنانات والخروج بأعمالهم إلى مناسبات دولية على جانب كبير من الإعداد والتحضير والانتقاء، إضافة إلى الاهتمام بعدد منهم بالتواجد في مناسبات خارجية مهمة تحت رعاية المؤسسة ونفقتها. أسست المنصورية لعلاقة مع مؤسسات فنية مهمة خارج البلاد، وتعاونت من أجل بعض الفنانين السعوديين، وامتد هذا إلى رعاية بعض المطبوعات، مثاله الكتاب الشامل لأعمال الفنان ضياء عزيز، ولألبومات حول أعمال بعض الفنانين الذين ترعى لهم معارض فردية كالفنان فيصل السمرة، هي - دون شك - خطوات مهمة تمثل الدور الحقيقي لرعاية المؤسسات الثقافية للإبداع الجاد، ولا أرى أن المنصورية تجني ربحاً سوى أنها تمثل الصورة الحقيقية لرعاية المؤسسة الخاصة للفن وللفنانين وبالتحديد في المملكة التي تفاوت ذلك فيها بين المؤسسات الخاصة. جميل أن يتواصل الدعم المادي والمعنوي للفن التشكيلي وللفنان في المملكة من قبل المؤسسة الرسمية، وجميل أيضاً هذا الدور الذي تضيفه المؤسسات الخاصة مع تنوعه، مع الأهمية أن تكون إضافة ترتفع بالمستوى وتتنوع معه في الاهتمام، وكم ينتظر أن تجد المرحلة القادمة وقد انضمت شؤون التشكيل إلى وزارة الثقافة والإعلام الاهتمام الذي يكفل تنظيماً يستفيد من المرحلة السابقة والتي معها تأسست للحركة التشكيلية أسماؤها وتوجهاتها، ومعها بقي ما يمثل العمل الجاد للانطلاق بها نحو آفاق أوسع، مواكبين ما يحدث في العالم على مستوى التنظيم والتقديم والدعم.
aalsoliman@hotmial.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|