مطالعات عبدالحفيظ الشمري سمير مرتضى في قصص جديدة: (حكايات من القلب) سرد يتذرع بالوجدانيات العفوية
|
القاص سمير مرتضى أطل على القارئ بعمل قصصي جديد وسمه بعنوان (حكايات من القلب)، مشتملاً على العديد من القصص القصيرة، ومذيلاً ببعض الكتابات الوجدانية التي رأى الكاتب أن تكون ملحقة بهذا العمل، في وقت نرى فيه نحن قراء العمل السردي أن تكون الكتابة القصصية غير متكئة على أي عنصر سواء كان شعراً، أو خاطرةً، والسبب يعود إلى أن فن القصة يعاني من هذا التداخل، وهذه الاجتهادات، إلا أننا في هذا التأمل للقصص (مرتضى) سنتوقف عند القص، ليس تقليلاً من شأن وجدانيات الكاتب إنما رغبة في حصر القراءة بما هو سردي خالص.
القصة الأولى من المجموعة (درجة مكسورة) جاءت صورة متكاملة لمعاناة الذات الباحثة لها عن مخرج مناسب من وحدة ضاربة يضعنا الكاتب بين أنقاضها ليسرد لنا (الراوي/ البطل) حالة يومه الذي أعياه البحث عن بصيص ضياء، إلا أن اليوم يخرج عن صمته بهذا التهالك للدرجة المكسورة في بناء يداوم الرجل فيه على طلب اللقمة لتصبح لحظة انبعاث الحركة مدوية وشبه قاتلة كاد يكون ضحيتها شيخ مسن تعثر في هذا الدرج المهشم لفرط إهمالٍ رَسَمَهُ الراوي بدقةٍ متناهية.
(قصةُ المصعد) ذات طابع وصفي محدد العوالم مكتمل العناصر.. فالقصة التي كتبها (مرتضى) جاءت متكافئة في تفاصيلها الزمانية والمكانية، إذ المكان (مصعد) معطل، والزمان لحظة انطفاء للتيار لمدة دقائق قليلة جداً، والشخوص خليط متنافر بين رجل يحب الحياة، وآخر يحب الأبناء، وفتاة تمارس النشل وأذى الأخرين وآخر لا يأبه بالحياة.
في قصة (جثة على أبواب التخرج) تبرز للقارئ حكاية غريبة، لكنها ممكنة في زمن تتحول فيه الأشياء عن ناموسها المألوف إلى عوالم أخرى أشد تناقضاً، وأكثر تيهاً في تحولات الحياة بين حارس المقبرة الذي يظل صامداً في وجه إغراء (طالب الطب) الذي يأمل بامتلاك جثة تعينه على التخرج.
قصص المجموعة ذات طابع واقعي قريب من حياة المجتمع وتفاصيل أيامنا التي تتناقض فيها المواقف.. بل نرى الكاتب (سمير مرتضى) وقد فتش لنا بين أوراق المجتمع عن هذه المواقف والأحداث التي تذكرنا وعلى نحو ما بأننا بحاجة إلى مثل هذه الهزات العنيفة لكي يستيقظ المجتمع من سباته.
القصص تجنح إلى استلهام الحكاية العفوية كتلك التي نقرأها في قصص (الكرسي) و(الزلزال) و(العصافير) و(حكاية تحت الجسر)؛ فالقارئ لهذه القصص يدرك أن الكاتب عني بهذا اللون من القصص التي تتكئ على البوح الذاتي، ومرد ذلك أن الراوي يريد أن يقول ما لديه دون صراع مع الآخر، أو دون محاولة للتعالق مع قضايا أخرى قد توسع خصوصية السرد وهذا ما لا يريده الكاتب فيما يبدو.
تقع المجموعة في نحو (142 صفحة) من القطع المتوسط قُسِّمت - كما أسلفنا - إلى قصص ووجدانيات بالتساوي وسُبقت هذه الحكايات بإهداء من الكاتب، وذُيلت بسيرة ذاتية، وجاءت لوحة الغلاف للفنان الفرنسي (وليام بيجيريو) وهي بعنوان (السارقة الصغيرة).
إشارة:
* حكايات من القلب (قصص)
* سمير مرتضى
*جدة الطبعة الأولى 1426هـ.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|