فشلنا الثقافي الانتخاب!!؟ (2) خالد أحمد اليوسف
|
كان الحديث في الجزء الأول عن بدء الخطوة الأولى التي أهملت وفشلت الأندية في تطبيقها، وهي مادة في غاية الأهمية: تكوين الجمعية العمومية التي بدورها ستكون مجلس الإدارة، وهو بدوره سيرعى النادي ومهامه وأعماله ونشاطاته الأدبية، ونظراً لهذا الفشل سقطت المادة الثالثة من الباب الأول لتزيد وتؤكد ضعف إدارة إدارات الأندية الأدبية في الاستفادة منها!!؟، أعني بهذا المادة الخاصة: بالشخصية الاعتبارية وتعني: الاستقلالية، الإدارة بطريقة خاصة بعيداً عن البيروقراطية الحكومية، الإدارة الجماعية بعيداً عن القرار الفردي والأحادي، فهل كانت الأندية تتمتع بهذه الصفة؟؟، هل كان مجلس إدارة أي ناد من هذه الأندية على قدر المسؤولية في تسيير ناديه بخصوصية واستقلالية تامة؟؟، هل.. وهل.. أسئلة لا تحصى عن تعامل وأساليب مجالس الإدارة في إدارة أنديتهم، نعم حينما أهملت مادة تكوين الجمعية العمومية التي يترتب عليها تشكيل مجلس الإدارة كل أربع سنوات، أهملت هذه المادة التي تعطي النادي صفة الشخصية الاعتبارية، حيث تحولت الأندية الأدبية من مؤسسات مدنية عصرية مستقلة تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى إدارات ثقافية تتبع الرئاسة نفسها، وتحول مجلس الإدارة المستقل إلى موظفين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب!!؟، ثم توسعت الدائرة بسبب هذا التهاون والفشل الإداري للثقافة والأدب، إلى أن تتحول إدارة الأندية الأدبية في الرئاسة نفسها، من إدارة تقوم بعمل السكرتارية أو الأمانة العامة للأندية، إلى جهاز يديرها ويحركها كيفما شاء!!؟، وأصبح مسمى مدير إدارة الأندية الأدبية إلى مدير عام الأندية الأدبية، ولنا ولكم جميعاً العودة إلى مصير هذه الأندية التي ألغت ونسيت الشخصية الاعتبارية، ولنذكر أهم النقاط الفاشلة التي طفحت على السطح والساحة الثقافية:
1 - باتت البرامج والجداول والنشاطات الموسمية التي تعدها الأندية الأدبية، من أهم اختصاص إدارة الأندية الأدبية، ولا بد من الاطلاع عليها والتدخل في إعدادها.
2 - لا يحق للأندية الأدبية المشاركة في أي معرض أو تنظيم أدبي وثقافي أو مهرجان إلا بموافقة الإدارة وهي التي تمثلهم!!
3 - أصبح تعيين أعضاء مجلس الإدارة في الأندية الأدبية في حالة استقالة أو وفاة أحدهم من حق إدارة الأندية الأدبية، وليس من حق مجلس الإدارة نفسه الذي ينص نظامها على ذلك!!
4 - ترتب على هذا الوضع تكوين نسخة واحدة لكل الأندية، واتجاه أدبي وثقافي واحد في المحاضرات أو الندوات أو الأمسيات والمطبوعات، بل حتى في الحركة والتفاعل والتواجد وعدمه.
5 - نتيجة لهذا تحول العمل في الأندية الأدبية إلى عمل حكومي يدار في المساء خارج فترة الدوام - غالب الأندية - ولمسنا نتائج هذا على العطاء والإنتاج، حيث الفرع يتأثر برئيسه دون شك أو ريب، ونعلم ما هي نتيجة التعامل مع الأدب والثقافة بعقلية إدارية جافة، وهذا هو الحصاد أمامنا وبين أيدينا!!
6 - مات أكبر أمل لوجود أدبنا وثقافتنا من خلال المؤسسات الثقافية - ممثلة بالأندية الأدبية - خارج الحدود، فتحولها إلى إدارات تتبع إدارة الأندية الأدبية ألف مشاركتها في اتحاد الأدباء والكتاب العرب: لأنها غير مستقلة!! فأبعدت من الانضمام في عضويته!!، وعضوات أخرى إقليمية وعربية!!
7 - تسبب هذا الموت والسقوط لانتعاش النشاط والعمل الفردي، والحركة الثقافية والطباعة والمشاركات الخارجية بجهود خاصة جداً، وقد رأيناها على كل المستويات!!. وأصبح الأديب يسعى بنفسه للتواجد في المهرجانات والمؤتمرات ومن خلال علاقاته الشخصية.. كل هذا من أجل الوطن وثقافته.
أجزم أن هذه النقاط ليست هي كل شيء، وليست هي النتيجة التي نلمسها ونراها بعد إهمال المواد الرئيسة في النظام، ولكن التحليل الدقيق لكل النظام سيخرج لنا نظاماً لمؤسسات ثقافية تنهض بالأدب والثقافة في ظل عهد جديد، يعلن أنه في طور التحديث والتجديد والتغيير إلى الإصلاح دوما، وهذه المؤسسات - في الأصل - جمدت وحولت إلى إدارات أبدية!!، حان الوقت لإعادة النظر فيما ينعشها ويعيد الحياة الطبيعية إليها!! وهذا دور وزارة الثقافة والإعلام الذي لم نيأس منه.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|