المجموعة الشمسيةمن منظور معاصر
|
تأليف : فايز فوق العادة
دمشق : دار الفكر 2002م.
لاحظ الأقدمون أنَّ الأجسام السَّماوية تتظاهر في حركتها المباشرة وكأنها قد ثُبِّتت إلى جسم صلب. إنَّها تحافظ على الأبعاد الفاصلة فيما بينها دون تغيير. لقد افترضوا، أن الأرض هي المركز وأن ذلك الجسم الصّلب يدور حولها جارّاً معه الأجسام المثبتة إليه. سجَّل الأقدمون لدهشتهم شذوذات عن هذه القاعدة. كانت هناك أجسام تتجول على هواها على صفحة ذلك الجسم الصلب، لم يكن تفسير ذلك بالأمر اليسير أو الهيّن. وهذا الكتاب يتطرق في متنه إلى ما رآه الأقدمون في تلك الشذوذات:
إن الأجسام الشّاذة، وفق انطباعات الأقدمين، هي: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل إضافة للشمس والقمر. أصبح المنظور المعاصر لتلك الأجسام مختلفاً تماماً. لم تعد الأرض هي المركز، كما توسَّعت الأسرة بإضافة أجسام أخرى تابعة لها اكتشفت فيما بعد. حول ذلك يقول المؤلف :" لقد حاولنا مراجعة أحدث ما خلص إليه العلماء في سياق أبحاثهم الخاصة بهذه الأسرة الكونية الصغيرة، إنها أسرة مركزية بمعنى أنَّ جسماً هائلاً هو الشمس يتوسَّط الحيز من الفضاء الذي تشغله وهو يضم معظم مادة الأسرة. إن أي ناظر من بعيد لن يميز إلا الشمس بينما يغيب عنه كل أفراد الأسرة الآخرين نظراً لضآلتهم. إننا نقطن ركناً صغيراً من أركان الأسرة الشمسية هو كوكب الأرض".
* من الكتاب :
المجموعة الشمسية لهواة الفلك:
تتزايد كمية المعلومات المحصلة عن المجموعة الشمسية بإيقاعات سريعة، ما الذي يهم هواة الفلك من هذه المعلومات ياترى؟ يقوم هواة الفلك برصد الكون من على متن المركبة الفضائية الجبارة التي تمخر بنا جميعاً عباب الفضاء ألا وهي الأرض. لذا تقسم كواكب المجموعة الشمسية من هذا المنظور إلى قسمين رئيسيين: الكواكب الداخلية والكواكب الخارجية. تدور كل كواكب المجموعة الشمسية حول النجم الأم في مدارات بيضوية. يعتبر عطارد والزهرة كوكبين داخليين لأنهما أقرب إلى الشمس من الأرض، ولأن مداريهما يقعان ضمن مدار الأرض. أما الكواكب الخارجية فهي أبعد عن الشمس من الأرض وتطوق مداراتها مدار الأرض وهي: المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو. إن لكل كوكب حركته الحقيقية، لكن هواة الفلك لايستطيعون إلا رصد الحركات الظاهرية للكواكب، تلك الحركات التي تنجم عن تركيب حركتي الأرض والكوكب المرصود. الأمر هنا أشبه بسيارتين تدوران حول مركز ساحة كبيرة بسرعتين مختلفتين، إن ما يراه راكب في إحدى السيارتين من السيارة الأخرى يختلف وفق الموقع والسرعة النسبيين للسيارة الأخرى كما يراهما الراكب. إذا وقع أحد الكوكبين الداخليين على المستقيم نفسه الذي يصل الأرض بالشمس وكان الكوكب أقرب ما يمكن للأرض، دعيت الحالة الاقتران الأدنى. تسمى الحالة الاقتران الأعلى إن كان الكوكب على أبعد مسافة له عن الأرض. إذا لم يقع الكوكب على المستقيم نفسه الذي يصل الأرض بالشمس كانت هناك زاوية بين المستقيم المذكور وبين المستقيم الذي يصل الأرض بالكوكب. تزداد هذه الزاوية بدءاً من القيمة صفر في حالة الاقتران الأدنى لتبلغ قيمة أعظم عندما يحتل الكوكب أحد موقعين متناظرين بالنسبة للمستقيم الذي يصل الأرض بالشمس. تساوي القيمة الأعظم المشار إليها 28 درجة لكوكب عطارد و47 درجة لكوكب الزهرة. يطلق الفلكيون على هذا الوضع اسم الاستطالة العظمى. يحدث في بعض الحالات النادرة أن يقترب أحد الكوكبين الداخليين إلى مسافة أصغر من الأرض في وضع الاقتران الأدنى، يرى الكوكب إذ ذاك وكأنه يعبر قرص الشمس، من هنا كانت تسمية الظاهرة: العبور.
الحركة الظاهرية لكوكب داخلي :
إذا وقع الكوكب الخارجي على المستقيم نفسه الذي يصل الأرض بالشمس وكان الكوكب أقرب ما يمكن للأرض دعيت الحالة التقابل. أما إن كانت المسافة الفاصلة بين الأرض والكوكب أعظم، كانت الأرض والكوكب في حالة اقتران. إذا لم يكن الكوكب واقعاً على استقامة الأرض الشمس نفسها، فإن الزاوية بين هذه الاستقامة وبين الاستقامة المعينة بالأرض والكوكب لاتحدد بقيمة أعظم، إن كانت الأرض والكوكب في حالة تقابل كانت هذه الزاوية مساوية 180درجة. أما إذا كانت الزاوية قائمة، فإن الأرض والكوكب يكونان في حالة تربيع. توجد بالطبع حالتا تربيع متناظرتان. إن تركيب الحركتين الفعليتين للأرض ولأي من الكواكب يفضي إلى حركات ظاهرية بالغة التعقيد للكوكب المرصود كما يراه هاوي الفلك من الأرض. أما الحركة الظاهرية لكوكب خارجي فيصنعها اتجاه الإضاءة مع اتجاه الرؤية، تدعى هذه الزاوية زاوية الطور. عندما يكون الكوكب الداخلي في حالة الاقتران الأدنى فإن الشمس تنير الجزء غير المرئي من سطحه. لذا لايراه الراصد الأرضي. يتحرك الكوكب نحو الغرب إلى أن يبلغ إحدى حالتي الاستطالة العظمى. تزداد مع هذه الحركة مساحة القسم المضاء من سطحه ويشاهده الراصد الأرضي أشبه بهلال القمر في مطلع الشهر القمري. عندما يصبح نصف الكوكب مرئيّاً، يعكس الكوكب حركته مبحراً صوب الشرق موسعاً الجزء المرئي من سطحه إلى أن يصل الاقتران الأعلى حيث يبدو قرصه كامل الاستدارة. هنا يكون الكوكب أبعد ما يمكن عن الأرض وغارقاً في وهج الشمس الشديد لذا لايميّز إلا بصعوبة. تُعزى إلى هذه الحقيقة المقولة السائدة بين الهواة والتي تفيد بأن الكوكب الداخلي لايُرى إلا هلالاً من قبل الراصد الأرضي. يقع الكتاب في "176" صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|