سترندبرج: مسرح العبقرية والجنون بقلم: د.محمد أبو بكر حميد
|
عاش الروائي والكاتب المسرحي السويدي (أوجست سترنديرج) August Strindberg (1849 1912م) حياة حافلة بالانتاج الغزير وبالاحداث المثيرة والعجيبة وهو من معاصري (ابسن Ibsen) وتشيكوف Chekhov وبه يكتمل الثلاثي الرائد الذي قاد حركة المسرح الحديث منذ أواخر القرن الماضي الى مطالع القرن العشرين، واعطاه ملامح التجديد فيه. كتب (سترندبرج) انواعاً عديدة من المسرحيات، فهناك مسرحياته التاريخية ومسرحياته الطبيعية نسبة الى المذهب الطبيعي ثم مسرحياته الشاعرية الخيالية التي تميز بها بين كتاب عصره، ولعل هذا يعود الى طبيعة العبقرية والجنون في شخصيته مما جعل حياته وتقلباتها مصدراً من اهم مصادر اعماله الادبية وجعل دراستها من اهم العوامل لفهم مسرحياته.
حياة عاصفة
لقد ورث (سترندبرج) توتره العصبي والنفسي من واقع معاناته نتيجة طفولته البائسة في اسرة تتكون من ام تنتمي لعائلة فقيرة، وكانت تعمل في محل لبيع المسكرات اما الاب فهو من بقايا عائلة ارستقراطية قديمة لا يقوى على اعالة اسرته الكبيرة التي تضم عددا من الاطفال الجائعين ولقد اوجدت قسوة الوالد في توجيه اطفاله عدة عقد في نفس الطفل العبقري (سترندبرج) الذي اصبح عصبي المزاج، حاد الطباع لا يقوى على كبح جماح غضبه، لقد كره الدراسة الكنسية التي فرضها والده عليه وقرر ان يكون كافراً بالعقيدة المسيحية ثم اتجه لدراسة الطب فوجد نفسه ابعد ما يكون عنها. ثم تقلب في القيام بعدة اعمال منها التدريس ومكتب البرقيات والصحافة.. ثم مارس التمثيل فترة الى ان عين في المكتبة الملكية بستوكهولم في الفترة من 1874 الى 1882م وهي الفترة التي احس فيها بشيء من الاستقرار. وفي سنة 1877م تم زواجه الاول من الممثلة SiriVon Essen التي طلقت زوجها من اجله، لكن رواسب القهر والحرمان والشك في اعماق (سترندبرج) جعلت من هذا الزواج عاصفة هوجاء تدمر كل شيء وربما كان الصراع المحتدم في نفسه بين مكانة امه الوضيعة وارستقراطية والده الضائعة والطفولة البائسة هي التي جعلت منه فناناً متفردا بكراهية كل النساء وربما لم يدرك سترندبرج نفسه هذا لكنه انعكس على اعماله الفنية وسلوكه الشخصي فجدد التجربة المريرة ثانية حين تزوج من صحفية فينيسية تدعى Frida Uhl وتحول هذا الزواج الى تجربة مريرة اخرى دمرته في اقل من عام كانت عاصفة من المشكلات والشكوك واصبح واضحاً ان موقف (سترندبرج) من المرأة والزواج موقفا مَرَضيا وبعدها اصيب (سترندبرج) بانهيار عصبي اقعده خمسة اعوام بعيداً عن الحياة الادبية خرج بعدها الى تجربة زواج ثالث فاقترن بالممثلة الشابة Harriet Bosse سنة 1901 فعاشت بعده نصف قرن وماتت سنة 1962م.
العبقرية والجنون:
وطوال سنوات حياته العاصفة التي عاشها (سترندبرج) لم تكف عبقرية الجنون عنده عن العطاء الفني المتميز الذي عكس بالطبع تجاربه المتقلبة مع الحياة المريرة مع المرأة.
وقد اثمر زواجه الأول مجموعة من القصص هاجم فيها جنس النساء وحركة المرأة فصدرت في كتاب بعنوان (متزوج) Married من مجلدين الأول صدر سنة 1884م والثاني سنة 1886م وتصور هذه القصص المرأة بأنها طاغية، وكائن شرس لا يندم، وانها خلقت لتستغل الرجل وتعبث به.
ومر (سترندبرج) بعدة مراحل فكرية تقلب فيها بين المذاهب فأصبح Deist يؤمن بالله وداعية لاقرار السلام Peacifist وترك استخدام العنف واصبح نصيراً لفكرة المذهب الاشتراكي في الادب الموجه لمنفعة المجتمع وآمن بنظرية جان جاك روسو التي تقول بأن مستقبل الحضارة يكمن في العودة الى الطبيعة وحياة الفلاح البسيط ثم تأثر بفكرة الرجل الخارق The Superman عند الفيلسوف نيتشة Nietzsche التي اعانته في الخروج على الاعراف الاجتماعية وهو يعتبر من اعمدة المذهب الطبيعي Naturalism الذي دعا اليه (زولا Zola) في الادب وتأثر به المسرح اكثر من غيره من الفنون. وان كانت الملامح الواقعية قد بدأت تظهر في مسرح (سترنديرج) من مرحلة مبكرة، الا انها ازدادت وضوحا بعد اطلاعه على نظرية (زولا) عن (الطبيعية) سنة 1883م. وقد كان اثر هذه النظرية واضحا في اعماله الواقعية الطبيعية وخاصة مسرحيتي (الاب) The Father 1888، والآنسة جوليا Miss Julie 1888م وقد اصبحت هاتان المسرحيتان خير مثال للمذهب الطبيعي وللنظرية العلمية المادية وهو ما قال به أوجست كونت، ودارون.
مسرحية الأب
نشرت مسرحية (الأب) سنة 1887م، وهي تتصدر اعمال (سترندبرج) في معركة الصراع بين الرجل والمرأة او على الاصح هي أهم ما كتب في خصومته للمرأة والاب في هذه المسرحية هو عالم متخصص في علم المعادن كرس حياته للبحث العلمي ولم يكن ينكد عليه حياته الا زوجته (لورا) ولقد بدأت الخصومة بينهما بسبب خلافهما حول تعليم ابنتهما (بيرتا). فالأب يرغب في ارسال ابنته لمدرسة داخلية ليبعدها عن الاثر السيىء الذي يخلفه الجلوس مع النساء بالبيت، في حين تعارض امها ذلك ولكي تضعف الزوجة قدرته على اتخاذ القرار اوحت اليه بأنه ليس هناك ما يؤكد ان (بيرتا) ابنته. ويستفز الرجل ويبدأ يفقد تماسكه العصبي ثم تجبره الى ان يقذف في وجهها بمصباح الاضاءة المضاء فتتخذ من ذلك دليلا على جنونه لتقنع به طبيبه وخادمته المخلصة وحتى القسيس الذي كان مقتنعاً تماماً بأنها مخطئة تستميله فيقع ضحية مكر المرأة ويوضع الزوج في كيس المجانين. ومن هنا يرى (سترندبرج) ان الحياة حرب يقع فيها الفرد تحت رحمة ظروف بيئته القاسية، وان الحب في نظره هو "معركة بين زوجين كتب عليهما ان يدمر كل منهما الآخر في محاولة التوحد".
الآنسة جوليا
أما مسرحية (الآنسة جوليا) فهي اكثر من مسرحية (الاب) في التزامها بالمذهب الطبيعي بل انها كما يرى النقاد اكثر التزاماً من مسرحيات (زولا) نفسه. والمسرحية عبارة عن صراع بين ارادتين كما هو الحال في مسرحية (الاب) غير ان شخصيات هذه المسرحية اكثر تعقيدا من الاولى فالآنسة جوليا تعيش في قصر والدها (الكونت) الارستقراطي القديم والكارة للنساء، ورثت الآنسة جوليا عن امها عاطفتها المشبوبة ومقتها للرجال لكن والدها أنشأها كما لو كانت رجلا.. وتلحظ (جوليا) فتوراً في علاقتها مع خطيبها كنتيجة لمحاولتها السيطرة عليه. وفي ليلة عيد القمر May Eve يهيىء الجو الساحر عواطفها فتخرج تراقص خادم القصر (جين) وتعينه على اغوائها، وفي محاولة لانقاذ شرفها الضائع وعدم مقدرتها على مواجهة والدها تقترح على الخادم الهرب معه، فيقول لها انهما يستطيعان شراء فندق في ايطاليا بمالها يديرانه معا. وتقرر عندئذ سرقة مال والدها لكن (الكونت) يعود قبل ان تتمكن من السرقة وتخمد شجاعة (جين) ويعود لطبيعته خادماً ذليلاً امام سيده، فتعود اليه (جوليا) فيخذلها ويقترح عليها انه ليس امامها سوى الانتحار فتنفذ اقتراحه وهي في شبه غيبوبه! وهكذا جعل (سترندبرج) الآنسة (جوليا) تسقط منحية لعوامل البيئة والوراثة، فالليل الساحر تحت ضوء القمر هيأ سبيل الغواية مع الخادم وعوامل الوراثة المتناقضة فيما ورثته عن ابويها أسهمت في ارباكها فكرياً وعملياً ومن ثم سقوطها ضحية لهذا كله. ومع ذلك فلم يتوقف اسهام سترندبرج عند حدود (الطبيعية) بل تجاوزها ليصبح أحد أعمدة (التعبيرية) المبدعين.
مسرح الحلم
تعرض الكاتب المسرحي السويدي أوجست سترندبرج في منتصف حياته الفنية إلى أزمة روحية وانهيار عصبي أدى به إلى الجنون تقريباً في الفترة من 1892 إلى 1898م وهي الفترة التي لم ينتج فيها أي عمل أدبي، وبعدها بدأ سترندبرج مرحلة جديدة في حياته الأدبية فأصبح من أوائل وأهم الأدباء العالميين الذين وظفوا طاقات العقل الباطن في أعمالهم الفنية والدراما خاصة، واتجهت اهتماماته من الطبيعية والنظرية العلمية المادية إلى دراسة الأديان الشرقية، وفلسفة شوبنهور Schopenhauer ونيتشة Nietzsche. وهكذا نجده في سنة 1898م يعود إلى الحياة الأدبية بطاقة مبدعة فيكتب في أقل من أثني عشر عاماً ما يزيد عن ثلاثين مسرحية جديدة.
رائد الاتجاه النفسي
ورغم الشهرة الواسعة التي حققها سترندبرج بمسرحياته الطبيعية الواقعية مثل (الأب) و(الأنسة جوليا) وغيرها من المسرحيات التي تدور حول الصراع بين الرجل والمرأة إلى جانب مسرحياته التاريخية، إلا أنه اكتسب مكانة عالمية أكبر بالمسرحيات التي كتبها بعد فترة الجنون وأصبح رائد الاتجاه النفسي في المسرح بمسرحيات (الحلم والعقل الباطن). فإلى جانب الأزمة النفسية التي مر بها، رسمت له مسرحيات موريس ميترلنك Murice Maeterlinck (1861 1949م) رائد المدرسة الرمزية في المسرح بعض المعالم على طريقه الجديد ثم كان الأثر الكبير الذي أحدتثه نظريات سيجموند فرويد Sigmund Freud (18561939م) وما قدمه من نظرية في تفسير الأحلام وتحليل العقل الباطن وعلاقته بسلوك الإنسان. فوجد كُتاب المسرح وفي مقدمتهم سترندبرج من هذه النظرية النفسية أساساً يقيمون عليه تفسير سلوك أبطالهم.
(الطريق إلى دمشق)
وهكذا بدأ سترندبرج يكتب (مسرحياته التعبيرية) Expressionistic Drama، وهي المسرحيات التي تسمى (مسرحيات الحلم (Dream Play) و(مسرحيات الغرف الصغيرة أو الخاصة) (Chamber plays) وهذا المصطلح الأخير يتفق مع رؤيته للمسرح التي تقول بأن كل من صالة الجمهور وخشبة المسرح يجب أن تكون صغيرة الحجم مختصرة وخالية من المبالغة. المهم أن هذا النوع من المسرحيات جعل سترندبرج يتميز عن غيره من معاصريه، وكان أول ما كتب من هذا الاتجاه ثلاثيته المشهورة (الطريق إلى دمشق). (The Road to Damascus) صدر منها الجزء الأول والثاني سنة 1898م والجزء الثالث سنة 1901م، وهي كما هو معروف مستمدة من حياته الشخصية، فالبطل يتخلى شيئاً فشيئاً عن ممتلكاته الدنيوية من ضمنها الشهرة والنساء، وعندما لم يبق هناك شيء يتجه إلى دير غير طائفي ولا متعصب للعقيدة المسيحية فيكرس حياته لخدمة الإنسانية جمعاء تقول له احدى الشخصيات من المسرحية: "لقد بدأت حياتك بقبول كل شيء ثم مضيت فأنكرت كل شىء والآن تنتهي حياتك بمحاولة استيعاب كل شيء"، ولا شك أن هذه المسرحية تصور أحلام وطموحات سترندبرج من معانقة الإنسانية ومحاولته الخروج من الموضوعات المحدودة كموضوع الصراع بين الجنسين. وفي هذه المسرحية كما في غيرها من المسرحيات التي لحقتها يحاول المؤلف أن يصور قصة شعور الإنسان بالضياع وعدم الانتماء والبحث عن معنى في عالم لا يمكن فهمه (من وجهة نظره) من خلال التعرض لبعض القضايا كالحب والشهوة، والروح والجسد، والجمال والقبح.
لماذا يشقى الإنسان؟
وتعتبر (مسرحية حلم) (The Dream play) 1902م أهم وأشهر مسرحياته الأخيرة لأنها تقدم لنا خلاصة اهتماماته الفكرية وتقدم لنا صورة للشكل الدرامي عنده الذي كان المثال الذي احتذاه كُتاب المسرح غير الواقعي الذين جاءوا من بعده، وخاصة اتباع التعبيرية في المانيا. كتب سترندبرج في مقدمة هذه المسرحية يقول: (حاول المؤلف أن يحاكي ما يبدو منطقياً ولكن غير مترابط في شكل الحلم.. فكل شيء ممكن الحدوث وكل شيء ممكن ومعقول، ولا وجود للزمن والمساحة، والأحداث تدور على أرضية غير واقعية، الخيال هو الذي يخطط للأحداث وهو الذي يعطيها صورها المعقولة وغير المعقولة والمجردة.. (إن الوعي الذي يسيطر على كل شيء هو وعي الحالم وأمامه لا توجد أسرار ولا تناقضات، ولا تحفظات ولا قوانين) هذه هي طبيعة الحلم كما وصفه فرويد ووضعه سترندبرج في شكل فني.
تبدأ مسرحية الحلم بحوار بين أحد الألهة الهندية الوثنية وابنته اندرا تقول له انها ترى في حياة البشر جمالاً ولكنها تسمع أنيناً ومعاناة، وتتساءل لماذا يشقى الإنسان، فينصحها والدها أن تخرج إلى الأرض لتعرف حقيقة معاناة الإنسان.، فما أن تصل حتى تجد رجلاً (الكابتن) سجيناً في قلعة تقع على كومة قاذورات ولكن على قمتها أصص لزهور الأقحوان (وهذا رمز لحال الإنسان في الدنيا) فتحرره من القلعة وينطلقان معاً للبحث عن سبب معاناة الإنسان. وتتغير طبيعة الشخصيات فيتحول الكابتن إلى محام ثم إلى شاعر وتصبح أندرا زوجة المحامي، ولكنها تجد التعاسة تصاحب كل مظاهر التجربة الإنسانية من الطفولة والشباب والحب والزواج والعمل والبطالة. الحياة أوهام وأحلام.. هناك باب تتمنى الفتاة فتحه.. الخدم يتشاجرون ويختلفون حول ما يمكن أن يكون وراء هذا الباب وعندما يفتح الباب لا يجدون شيئاً، هناك ضابط ينتظر أبدياً وصول حبيبته فكتوريا من الأوبرا ويطول انتظاره ولكن فكتوريا لا تعود.
فلسفة سترندبرج
وفي الأخير نلتقي بفلسفة سترندبرج على لسان الشاعر الذي يعطينا تفسيره وهو أن العالم مبتلى بالصراع بين قوتين قوة الروح وقوة الجسد، الخير والشر، يعاني الإنسان في دنياه لأنه معلق بين الأرض والسماء، حائر بين أشواقه الروحية التي تدعوه إلى السمو وبين شهواته الدنيوية التي تجره إلى الأرض. ويرى سترندبرج أن الفهم والتسليم بمصائب الحياة يُعلمان الصبر على البلاء وأن لا سبيل لسعادة الإنسان إلا بخلاص الروح من كل القيود المادية التي تثقلها وتجرهاه إلى وحل الأرض!
وهو يلتقي مع التصور الإسلامي في وضع يده على مآسي الإنسان ومتاعبه في دنياه وتمزقه بين محاولة السمو بروحه والخضوع لشهواته ولكنه يختلف مع التصور الإسلامي في الحل الذي يضعه إذ لا يمكن لإنسان أبداً أن يتحرر من ثقله المادي ولكنه يستطيع أن يوازن بين المطالب بلا افراط ولا تفريط وعندئذ يكون الثقل المادي عوناً على سمو الإنسان بروحه وهذا ما لم تدركه فلسفة سترندبرج التي لا تعرف الوسطية.. فلسفة العبقرية والجنون.
عود على بدء
لم تجعل مسرحيات الحلم واللا شعور سترندبرج ينقطع تماماً عن موضوعاته الأثيرة الأولى التي بدأ بها حياته المسرحية، ففي سنة 1899م عاد إلى المسرحيات التاريخية بعد أن هجرها لمدة سبعة عشر عاماً فأصبح أكثر من ثلث مسرحياته الأخيرة يعالج موضوعات تاريخية. ولم تقتصر موضوعاته التاريخية على تاريخ السويد فقط، بل امتد إلى رقعة واسعة من العالم ولعدة عصور وتميزت هذه الاعمال باختلاف كل مسرحية عن الأخرى في الأسلوب والبناء الدرامي.
وبالمثل لم يتخل سترندبرج عن موضوعه الأثير (الصراع بين الرجل والمرأة) أو معركة الجنسين التي بدأها بمسرحيته الأب و(الأنسة جوليا)، فعاد وكتب مسرحية (رقصة الموت) Dance of Death)) سنة 1901م بالأسلوب الواقعي الطبيعي، فنجد أدجر بطل المسرحية لا يختلف كثيراً عن سترندبرج في واقعة وسلوكه. يعيش الكابتن أدجر وزوجته إليس منذ خمسة وعشرين عاماً في جزيرة نائية في جو من الكراهية والمعاناة.
يصف أدجر حياته فيقول: (الحياة غريبة، ومتناقضة وقاسية.. الناس هم الناس كما عرفتهم منذ طفولتي قساة غلاظ وهأنذا أصبحت مثلهم). تأتي شخصية كيرت بعد غياب خمسة عشر عاما فيحاول إنقاذ الزوجين من الحياة التعسة التي يعيشانها لكنه لا يلبث أن ينغمس فيها حين يرتبط بعلاقة مع إليس ويحاول قتل زوجها. وفي الجزء الثاني يعمل كيرت على خداع إليس وفي لحظة الانتصار يموت كيرت بالسكتة القلبية. وعندئذ تشعر إليس أنها مذنبة وأنه كان عليها أن تحب زوجها برغم الكراهية التي تحملها له!
وتؤكد هذه المسرحية أن معركة الجنسين أو علاقة الحب والكراهية بين الرجل والمرأة ظلت تشغل سترندبرج طوال حياته، حيث نجد أن تصويره لهذه العلاقة من هذه المسرحية يفيض بمرارة أكثر مما احتوته مسرحياته الأولى!
المصادر
1 Carter, Lawson. A. Zola and the Theatre New Heaven. 1963.
2 Klak, Franklin S. Strindberg: Origim of Psqchology in Modren Drama. New york. 1963.
3 Madsen, Borge, G. Strindbergصs Naturalistic Theatre. Copenhagen, 1962.
4 Mortensen . B. M. and Downs, B. W. Strindberg An Introduction to His Life and Works Cambridge, 1949.
5 Sprigge, Elizabeth. The Strange. Life. Of August Strindberg. New Youk. 1949.
|
|
|
|