|
نريدها.. وعاءً شاملاً
|
تتداخل الثقافة مع السياسة تداخلاً عجيباً، وقوياً... ويحشر المثقفون نفوسهم، وأنوفهم أيضاً في دهاليزها، وخباياها، وأسرارها الظاهرة والباطنة، كما أن السياسة تؤثر تأثيراً بالغاً، في هؤلاء المثقفين، وتجرأ أذيالها إليهم، راضين بها حينا، وساخطين منها أحياناً.
هذه المقدمة هي توطئة، يؤسس عليها تصور أهمية الثقافة العامة، الشاملة، في تشكيل ووعي الإنسان السياسي أياً كان هذا الإنسان، سواء كان كاتباً، أو محاضراً، أو مسئولاً، فمن يريد أن يتصدى لوضع اجتماعي أو سياسي لبلد أو مجتمع معين (كالعراق) مثلاً وجب ان يكون ملماً، إلماماً كاملاً بالحالة الاجتماعية له، وبالفسيفساء الفكرية والثقافية والسياسية السائدة فيه. وإذا لم يتحقق ذلك كان كلامه ناقصاً، وحديثه مبتوراً ولربما ظهرت النتائج بشكل متقاطع مع ماكان يتوقعه أو يتمناه.
والحديث يجر لأمر آخر، أراه مهماً للمثقفين والسياسيين معاً، وهو إدراكهم لأبجديات علم النفس، وعلم الاجتماع، وفهم ردات الفعل قبل حصولها، ومخاطبة جمهور المتلقين بما يودون ويحبون، وصولاً إلى ما تريد أنت أن تقنعهم به أو تخبرهم به من حميد القول والفعل، ولا يعني اقتناعك بالشيء أن الناس يشاطرونك نفس الرأي.
ولعل المجلة الوليدة الشابة (المجلة الثقافية) بنت (الجزيرة) الجريدة، تتبنى هذه الفكرة، فيكون وعاؤها شاملاً ودلوها ممتلئاً، بالتحف، واللطائف، والنفائس الثمينة في هذا الباب الواسع، وما وراءه.
عبدالرحمن الحميضي / بريدة
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
