معادلة أدبية بين"مشري" و"المناصرة" وعي الإبداع
|
الثقافيةعبد الحفيض الشمري:
في معادلاتنا الأدبية بحث دائب عن اجابات محتملة لأسئلة لا تكف عن التردد والانبعاث كلما 1هدأت أو تزاحمت حولها الرؤى والطروحات المستفهمة أيضا.. ها نحن في المعادلة "بما أن" و"إذن" نحصي بعض القضايا التي لازالت مادة قائمة بوضع الاستفهام الدائم، والدائب.. لنخلق من فضاء هاجس السؤال قطبين لمعادلة محددة الأبعاد.
معادلتنا هنا طرفاها أديبان مارسا الكتابة السردية الأول الروائي الراحل عبدالعزيز رحمه الله أما طرفها الثاني فهو الروائي والناقد الدكتور حسين المناصرة وساحة المعادلة أربع صفحات في كتاب "ثقافة المنهج.. الخطاب الروائي نموذجا" للدكتور المناصرة.
"بما أن" طروحات الراحل عبدالعزيز مشري الروائية تغري دائما بانجاز قراءات نقدية حولها.. ففي طروحات الكاتب مشري دائما خطابات ابداعية مفتوحة ظلت مواظبة على حضورها، ومثابرة في توجهها نحو القارئ حتى استدل الناقد الدكتور حسين المناصرة بمقولة تركها "المشري" رحمه الله ردد بتنهيدة النحوي القديم: "أموت وفي نفسي شيء من هذه.. الحتى"..وهذه المقولة واردة في أصل رواية في عشق حتى..
بما أن كتابات المشري تأتي بمضمون واحد يتجسد بالاجتماعي في وقت تتداخل فيه المضامين الأخرى لاسيما الفكرية منها، والثقافية والنفسية.. لكن ما يبلغه الكاتب في هذه المسيرة هو هاجس المجتمع الذي يسكن وجدانه وتختزنه ذاكرته حتى يفرزها العقل الباطن على هيئة حوار انساني لا ينتهي ربما نميزه على نحو ما يرد في هذا الكتاب للدكتور المناصرة. فالكتابة لدى المشري في مجال القصة القصيرة والرواية والمقالة تنهل من معين هذا الثراء الاجتماعي لديه حتى أنك ترى الراوي في قصص مجموعته "الزهور تبحث عن آنية" يقف دائما مع البسطاء وأبناء المجتمع.. فلم يكن الشخوص متاورين خلف سواتر الهيبة الواهية إنما نراهم وقد امتزجوا بحياة من حولهم.
"إذن" الناقد الدكتور حسين المناصرة وضع رؤيته على الطرف الآخر من المعادلة لنراه وقد برع في اقتفاء حساسية هذا الخطاب الانساني لدى الكاتب المشري وغيره حتى انه استدل بالعديد من المقولات النقدية والحوارات التي يحدد فيها النقاد والكتاب ما هية "وعي الابداع" وكأننا أمام اشكالية تؤسس منهج الابداع الذي ينطلق من الوعي تسنده فكرة العقل مثلما يفعل "المشري" تماما في شخوصه وأحداثه الانسانية البسيطة.
إذن المناصرة ينطلق في وصفه للسرد العربي من منطلق هام وجوهري يتمثل في "الخطاب الابداعي المفتوح" هذا الذي نهل منه الراحل "المشري" وآخرون خدموا قضية الانسان من خلال مفردة السرد العفوية على نحو ما قاله الراوي في قصة "الروب يا دكتور" و"ابتهاج البكاء ونسيج الديلزة".. فوعي الابداع كما يشير المناصرة هو خطاب مهم في جمالية الكشف عن أسرار تلك المضامين التي تظهر بشكل واضح على معطيات السرد؛ لاسيما المضمون الاجتماعي الذي يحقق بعدا نفسيا مهما للقارئ بوصفه انسانا أولاً ومتلقياً ثانياً.
إذن الخطاب الروائي العربي نموذجه الراحل المشري هو في الأساس كشف لأهمية متابعة الرواية التي تتشكل في أطر واقعية لأن اقبال القارئ العادي على مثل هذه الأعمال يسجل نصرا عظيما للكاتب ربما يدفعه لأن يطل بأعمال أخرى تتداخل فيها الصور والمضامين لتشكل واقعية "سحرية" أو "سردية ايحائية" تجد قارءها دون أدنى عناء.
إذن بين الراحل المشري ومقولته "رواية في عشق حتى" تقع إلماحات الناقد المناصرة من أجل ان تصنع الكتابة السردية أفقها الحميمي مع القارئ.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|