تعقيباً على(قطع الأفكار وشرذمتها).! القراءة قيمة والعبرة بالمحصّلة
|
نشكر الأخ كاظم الخليفة على تعقيبه الماتع وأسلوبه الشيق وطرحه المهم في هذا المجال، وخصوصاً فيما يعود بالنفع والفائدة.. وذلك في المجلة الثقافية عدد 134 بتاريخ 17-11- 1426هـ تحت عنوان (قطعت حبل أفكارك وشرذمتها).
والذي ابتدأ تعقيبه بمثل يرى أنه يناسب ذلك المقال المنشور في العدد السابق 133 تحت عنوان (هل يؤازر النقد الإبداع أم يقيده؟) وإن شاء الله تعالى تكون عند حسن ظن المعقب (كاظم) في المرات القادمة، والشكر للأستاذ إبراهيم التركي الذي أتاح للجميع حرية التعبير والرؤى التي تختلج بداخلهم وما يدور في ضمائرهم..
أخي كاظم، سأكون واضحاً قدر الإمكان فيما يتعلق بمفهوم الخطاب وطريقة عرضه وخصوصاً أنه خارج الشهر الكريم، وأكثر الناس زهدوا في مأكولاته الشهية ومشروباته المتنوعة ورغبوا في غيره مما لذ وطاب وخصوصاً (الحلوى المتحركة) الجلي الذي لحسن الحظ لا أذكر أنني تذوقتها يوماً من الأيام، فهنيئاً لكل منا في أكل زاده.. أما ما يتعلق بالوضوح أو إشكاليته فأمرها يعود إلى القارئ ومدى استيعابه وفهمه، فسألت غير واحد عن هذا الموضوع فلم يشتكِ من الغموض أو التشتت أو عدم الفهم، ثم إنها مسألة ذوق وانجذاب وتخصص، فقد ذكر توفيق الحكيم في كتابه (عصا الحكيم) تحت عنوان (مرآة الفكر) ص 116: من الناس من يقرأ ببطء ويجهد في القراءة كما يجهد الكاتب في الكتابة.. ومنهم من يمر بعينيه فوق الورق كما تمر الطائرة فوق بقعة الأرض.. فأي الناس أكثر انتفاعاً بما يقرأ البطيء أم السريع؟
فأجاب: العبرة بالحاصل من القراءة.. وهذا الحاصل يضخم ويضؤل حسب قيمة القارئ نفسه.
واقرأ معي ما ذكره د.غازي القصيبي في تعليقه على رواية (بنات الرياض) لرجاء الصانع في المجلة الثقافية عدد 124 بتاريخ الاثنين 22 شعبان 1426هـ بعد عدة أسطر: (هذا عمل يستحق أن يقرأ، وهذه رواية أنتظر منها الكثير) وأكثر من قرأ هذه الرواية من معنيين ومنظرين وهاوين لم يكونوا بمستوى واحد مع قراءة د.القصيبي وكل له رأيه وفكره، مع العلم أن الدكتور هو الذي كتب المقدمة لتلك الرواية التي أصبحت فعلاً بين القبول والرفض.. أما ما يتعلق بالنقد فلا يخيف النقد الصادق كما عبرت عنه وبالعكس، فالنقد حينما يستعرض العمل أو المنجز فهو الذي يصفه بالمبدع أو غيره... لكن ما يخيف المنتج أن تلج فيه بعض التداخلات المرتبطة بالنفس أو بالشخص، فتصبح هي التي تكيف العمل وتسيره، بل وتتحكم فيه بحيث تصيره من ابتكار إلى ابتسار وانحسار لواقعية النص... فالنقد كما يعبر عنه صاحب المعجم المفصل في اللغة والأدب م2 ص 1261 (في الاصطلاح الأدبي فن من فنون الأدب، يتناول الآثار بالدراسة والتحليل بغية تقويمها وبيان ما تنطوي عليه من سمات النجاح والتفوق وملامح الإبداع، أو من مظاهر التقصير وعوامل التردي والإخفاق) وعند ملاحظة النقد الذي وجهه الناقد بودي تحت عنوان (عودة شعراء المماليك) ويستقرئ مفرداته يشعر أنه أمام فترة زمنية تلت نكبة بغداد (656هـ - 1258م) والمشتهر عنها بفترة الضعف والانهيار والأخذ على شعرها بالركاكة والفقر إلى الثقافة والمعرفة، وعند انطباق هذا اللون المملوكي على رموزنا الفاعلة في المجال الثقافي يلحظ الانتقاء والترصد وملاحقة الأخطاء واصطيادها، وكأن الإبداع يقتصر على هذا السبر وهذا البحث دون النظر إلى العفوية وعدم القصد، فحين يذكر الناقد في ص 100 من مجلة الحرس الوطني عدد 271 وتاريخ ذو القعدة 1425هـ تحت عنوان فرعي (الركاكة في الأسلوب) الجهل باللغة فعندما يصف الناقد أحد الرموز بهذه المفردة فما بظنك أن يكون النقد بعد ذلك وتعميم المفردة تشمل الجميع من متون اللغة وفرعياتها بل وهوامشها ناهيك من أن الإصدارات الثلاثة التالية: 1- يا أمة الحق لعبد الرحمن العبيد 1414هـ و2- وشم على جدار القلب لخليل إبراهيم القريع 1424هـ، 3- بوح لمحمد الجلواح 1424هـ، من إنتاج النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، فكان من الأجدى والأصلح أن يجري النقد تحت قبة النادي باجتماع المنتقدين دونما اللجوء إلى أماكن أخرى أو تكرارها، وكان آخرها قاعة مشروع هيئة الري والصرف بالمبرز 10-4- 1426هـ وقراءة أخرى للنقد يجد القارئ له أنه خال من الجوانب الحسنة التي ارتقت بالشأن الثقافي إلى هذا المستوى الذي لا بأس به، واقرأ نقدا آخر موجهاً إلى الروائية قماشة العليان من قبل الأستاذ عبده خال بشأن الرواية (عيون على السماء) بالرغم من العمل ذاته من بواكير أعمالها، وقد ذكرتها المجلة الثقافية في عددها 55، 29 - 2 - 1425هـ وأكيد أنك - أخي كاظم - اطلعت على دقائقها وحقائقها، فهذا نقد وذاك نقد، فبأي منهما ستستشهد، آمل أن يكون كل من الناقد بودي والمعقب كاظم في أروقة النادي الأدبي يأخذان منه ويأخذ منهما وتستمر عجلة الثقافة والمعرفة في دوران واستمرار.. أما ما يتعلق بكتاب شيخ أدباء الأحساء بين الفرض والرفض للأستاذ عبد الله بن أحمد آل ملحم المناط بالألقاب فهذه مسألة شائكة ومترابطة مع العديد من التفسيرات والتأويلات، فهي أقوى من أن يقف حيالها بشيء من الرمز والإيحاء.. فالمهم في الأمر أنها لا يمكن أن تصل إلى ذات قيمة علمية أو قوة في التأثير إلا إذا انبسطت بتدشين أو احتفاء من ذوي التخصص والوظيفة، كما حصل للشاعر شوقي أثناء تنصيبه بإمارة الشعر بوجود صناجة الشعر العربي أو شاعر العراق الأول على حد قول د.زاهد محمد زهدي وشاعر النيل حافظ إبراهيم بالرغم من معارضة العقاد لهذه الإمارة... فإذا خرج التلقيب عن قالبه الاجتماعي والتخصصي أصبح مجاملة أو رأيا فرديا كما هو حال الكثير من المدح والثناء لبعض الشخصيات.. ماذا تقول فيما ذكره الجواهري في كتاب د.زهدي (الجواهري صناجة الشعر العربي في القرن العشرين) ص 244:
يا برج مفخرة الأجداث لا تهني
إن لم تكوني لأبراج السماء قطبا
فكل نجم تمنى في قرارته
لو أنه بشعاع منك قد جذبا
وما ذكره الكاتب محمد عبد الرزاق القشعمي عن شخص أحمد السباعي وذلك في كتيب عدد 99 ربيع الآخر 1426هـ (أحمد السباعي رائد الأدب والصحافة المكية) أما القول بتحذير المكتبات فقد اشتريته الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الخميس 6-11-1426هـ من مكتبة التعاون الثقافي فرع الكتب وكان عنده من النسخ الشيء الكثير وكان لي صديق أيضا اشتراه من نفس المكتبة قبل مدة، وقد سألته عن مصادرة الكتاب فقال: لا أدري فأنا أبيعه منذ فترة، ومرة أخرى أشكرك أخي العزيز فنحن معك على طاولة واحدة وهدف واحد وبهم واحد، وأعتذر لك أخي أنك لم تجد عندي بعض الحمص أو الحبوب الأخرى، فأكيد الأسواق مليئة بذلك بالكيس والوزن، وباعتبار ذلك من الرؤية المينا نصية التي تبني ولا تهتم والسلام.
1- الكتيب تابع للمجلة العربية شهر 4 - 1426هـ.
أخوك الأحسائي
واصل عبد الله البوخضر
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|