عام على الرحيل.. محمد بن عبد الرزاق القشعمي
|
يمر عام على فقدنا الأستاذ عبد الله الناصر الوهيبي؛ فقد غادرنا فجأة مساء الثلاثاء 23 ذي القعدة 1425هـ، الموافق 4 يناير 2005م إثر أزمة قلبية تعرض لها وهو يزاول رياضة المشي بالرباط عاصمة المملكة المغربية أثناء زيارته لها. حيث نقل جثمانه للرياض في اليوم التالي وصلي عليه ووري الثرى.. رحمه الله.
وكانت هذه الفاجعة مؤلمة لكل من عرف هذا الإنسان ورافقه في مسيرتهالحياتية سواء من زملاء الدراسة أو العمل أو الجوار والصحبة. لقد قضى -رحمه الله- حياته في خدمة العلم والكلمة معلماً وباحثاً ومحاضراً ومحققاً، وهو بحق أحد أعلام الثقافة ومن المهتمين بالأدب العربي والتاريخ والجغرافيا.
وقد قدم دراسة مستفيضة عن شمال الحجاز تتناول تاريخ هذا الجزء الغالي وجغرافيته كرسالة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة كمبردج ببريطانيا عام 1969م وعنوانها (كتابات الجغرافيين العرب عن شمال الحجاز حتى القرن الرابع الهجري).
عمل الوهيبي كاتباً مع والده في أملج وينبع والطائف -حيث كان يعمل والده قاضياً شرعياً هناك- ثم ترك الوظيفة والتحق بالمعهد السعودي ثم بمدرسة تحضير البعثات، وابتعث إلى مصر عام 1952م.. عمل الراحل مديراً للتعليم الابتدائي بوزارة المعارف في بداية إنشائها ثم واصل دراسته العليا ببريطانيا، وعند عودته عمل أستاذاً للأدب العربي في جامعة الملك سعود بالرياض، ثم أميناً عاماً للجامعة نفسها.. إضافة إلى قيامه بأعمال أخرى، مثل عضويته في اللجنة التأسيسية لإنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية وعضويته بمؤسسة اليمامة الصحفية، وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية. ورئيسا لمجلس إدارة البنك الزراعي العربي السعودي، ورئيساً للجنة مجلس إدارة صندوق التنمية العقاري، وعضوا بجمعية البر بالرياض، كما عمل عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الراجحي المصرفية، وشارك في لجان أخرى متعددة.
كان رحمه الله عازفاً عن الإعلام والأضواء، وعرف عنه التواضع وحب الخير وخدمة الباحثين.
قال عنه الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق: (.. وقد كنت ممن يغبط هذا الإنسان على قدرته على مواصلة الآخرين والاتصال بهم، فكان يبادر إلى عزاء الأسر والناس، ويعود المرضى، ويتصل ويتواصل معهم، كما وفقه الله إلى مجموعة من أعمال البر والإحسان. وكان رجلاً على خلق وأدب وتواضع وصلة وتواصل وأدب جم في الحوار، وقد لمست بنفسي كيف يحرص على تلمس قنوات البر والإحسان ليسارع فيها أو يدعو لها..).
وقال عنه الدكتور عبد العزيز الهلابي في محاضرة له في مركز حمد الجاسر الثقافي بعيد وفاته: (كان -رحمه الله- إدارياً حازماً متبصراً، ليس بالشديد القاسي، ولا باللين المفرط، لا ينظر إلى الأمور تقليداً، وإنما ينظر إليها نظرة تفرد بها، حمدها وحمدها العاملون معه. إلى جانب مشاغله وأعماله الإنسانية والتطوعية فقد كان إنساناً مرحاً ساخراً صاحب نكتة لاذعة، وكان يستقبل ضيوفه وزواره ومحبيه بعد مغرب كل يوم، عدا ليلة واحدة في الأسبوع خصصها للعائلة أو لزيارة مريض.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|