وميض الإعلام التشكيلي.. الدور والهدف عبد الرحمن السليمان
|
مع الدور الذي يتبناه الإعلام نحو أي نتاج ثقافي إلا أني أردت هنا التفريق بين جهة وأخرى، بين شخص وآخر، بين مجموعة ومجموعة في قدرتها على الوصول إلى الإعلام ولو بشكل مزعج وممل.
تتفاوت القدرات بين أولئك في قدرتهم على الوصول إلى الإعلام في شكله الصحفي المطبوع (مجلة أو صحيفة) والمرئي (التلفزيون) أو حتى المسموع وأعني الإذاعة، هذا خلاف المنتديات المتخصصة التي أصبح الوصول إليها أسهل من الاتصال بصحيفة أو محطة تلفزيونية.
منح الله بعض الأشخاص القدرة على الإلحاح مع هذه الوسائل لأسباب عديدة لعل أهمها هو الرغبة في الظهور الشخصي وإبراز النشاط حتى لو كان متواضعاً.
في الساحة التشكيلية المحلية مجموعة من الجهات استطاعت العمل وفق امكاناتها ووفق خططها، عملت وتبنت أنشطة مختلفة، من بين هذه الجهات ما هو رسمي (حكومي) ومنها ما هو خاص، أو شبه ذلك، ولم يكن بمقدور بعض هذه الجهات مع تفاوت عملها أن تأخذ حقها كما تأخذه أخرى أي بالتساوي، فربما نجد اقلهم انتاجاً ونشاطاً أكثرهم ظهوراً وبروزاً إعلامياً فالهدف كما يظهر ليس فقط أن تقوم بالعمل بقدر ما يعود عليها (إعلامياً) على الأقل من هذا العمل. منذ النصف الثاني من السبعينيات الميلادية ولم تزل، كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقيم المعارض الجماعية، ترصد لها المبالغ والإمكانات وكانت تقام هذه الأنشطة وسط صمت إعلامي، فقد لا يعلم عنها أحد سوى من يحضر المناسبة. ومع وجود (جهة اختصاص إعلامي) إلا أن نشاطها في اتجاه الفن التشكيلي لا يتماشى مع حجم وأهمية النشاط المقام، وكان أن تتابع بعض الوسائل الإعلامية الافتتاح وبشكل أحياناً موجز.
عندما قامت بعض الجهات الأخرى ليست صاحبة اختصاص مباشر بتبني الأنشطة التشكيلية استقطبت إعلاميين ومختصين يقومون بالدور والاتصال، بل أنها دعت إعلاميين للمشاركة، وبالتالي أخذت هذه الأنشطة (المشاريع) اهتماماً إعلامياً لا نقول إنه أكبر من حجم النشاط، ذلك أن مثل هذا الاهتمام له الصفة الدورية وليست المتواصلة كالرئاسة العامة مثلاً، وإذا انتقلنا إلى الجهود الشخصية (الفردية) نجد مقدار الاختلاف والتفاوت بين شخص وشخص، بل بين جهة تنظيم (مؤسسة خاصة) وأخرى، عندما نقارن بين قاعة وقاعة أو بين مؤسسة وأخرى، سنلحظ متابعة واضحة من شخص من يدير العمل عن شخص آخر وهو في مقدار القدرة على التواصل وتحقيق هدف النشاط، بعض الأشخاص يدركون أن من حقهم التعريف بجهدهم ونشاطهم وكل صغيرة وكبيرة يقومون بها في حين لا يعني آخرون أكثر من أن يقيموا أنشطتهم، وعليهم دعوة أهل الاختصاص، ربما هو ما نلاحظه على سبيل المثال في جدة، فقاعات العرض فيها تتفاوت بشكل واضح المتابعة الإعلامية فيما بينها. يحدث من ذلك تفاوت في مقدار الاهتمام، فكثير من المعنيين بالمتابعة يكفيهم أن تصل إليهم الأخبار جاهزة وأحياناً المقابلات أو ما يُسمّى بذلك، لينشروها وفق بعض التدخل الذي قد يمنح المراسل كتابة اسمه فقط.
الآن المنتديات والمواقع التشكيلية تتابع أولاً بأول كل الأنشطة التي شهدتها أو ستشهدها الساحة التشكيلية وبالتالي فالوسيلة لم تعد فقط الصحيفة فهنا ما هو أكثر انتشاراً واتساعاً. المتابع قد يضع مقارناته وفق هذا الذي يصله من أخبار أو ما يشاهده في الوسيلة الإعلامية لكنه أيضاً قد يضع بناء على ذلك أحكامه العامة. بقدر ما تعمل تأخذ، والإعلام يعطي لمن يركض وراءه لكنه يتحول إلى صورة رتيبة وكما أشرت مملة، فتكرار الوجوه والأسماء لا يصب دائماً في مصلحة الشخص أو المؤسسة أو حتى النشاط لأن المتابعة الإعلامية تتحول من الاهتمام بالنشاط وبمضمونه ومحتواه ونوعه إلى الشخص الراكض وراء الإعلام، يذكرونني عندما يكتبون عن أنفسهم بهذا (الأنا) المتضخم برئيس جماعة تشكيلية يصدر شهادات تقدير وشكر لأعضاء الجماعة بعضهم أكبر منه سناً وقدراً فنياً ومكانة معتقداً أنه صاحب هذا الامتياز والاختصاص.
aalsoliman@hotmial.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|