لطيفُ الروحِ أتعبَ مقلتيَّ |
فعاتبهُ الفؤادُ وقال: هيا |
تولى باسماً ورمى بلحظٍ |
فؤاداً لم يزلْ غضاً طريا |
وخلّفَ مسكه الفواحَ ذكرى |
تُقرّبُ مَنْ نأى عني إليَّ |
وأرسلَ في فؤادِ الصبِّ لحناً |
لطيفا همسُهُ يسري نديَّا |
وأهدى الروحَ من حُللٍ وغنى |
بلحنِ الخلدِ مبتهجاً شجيا |
لطيفَ الروح لحظُك هدّ صبري |
وأدمى مُهجتي وجنى عليَّ |
كأنَّ قوامكَ الممشوقَ سهمٌ |
تغلغلَ في الحشا وغدا أبيا |
وأضنتْ مقلتاك شِغافَ قلبي |
وثغرُك باسمٌ طلقُ المُحيا |
لطيفَ الروح.. رفقاً إن نفسي |
لتكرهُ أنْ تراكَ لها عصيَّا |
وتكرهُ أن تكون بدارِ قرْب |
وتغدو أنتَ مُبتعدا قصيَّا |
إذا ما الليلُ أرخى كل سترٍ |
على عينيّ واصطحبَ الثريا |
ذكرتُك في المنامِ لأن قلبي |
سيبقى في محبتكُم فتيا |
إذا ما ينجلي ليلٌ وتدنو |
خيوطُ الفجرِ.. والأوراقُ ريا |
وتنفضُ ريشها الأطيارُ تغدو |
خماصاً تطلبُ الرزق الشهيا |
يلازمُني خيالُك طولَ يومي |
ويُمعِنُ في مُلازمتي عشيا |
وما إنْ تَكْتسِ الآفاقُ ثوبا |
بلونِ الحُزنِ إلا صاحَ فيّ |
أيدنو الليلُ.. والأرواحُ جذلى |
بمقدمهِ ولستَ بهِ حفيا؟ |
أجبني هل فؤادُك صار قَفْرا |
مِنَ الأشواقِ أم أضحى عييا؟ |
وهل نطقَ الجمالُ فلم تُجبْهُ |
وجرحُك لم يعدْ دمُهُ سخيا؟ |
تسامتْ ثمَّ أحلامي وصاحتْ: |
رويدكَ.. ما يزالُ الشوقُ حيَّا |