بعد أن بعد أن أمدنا نزار بشعر المرأة عبدالحفيظ الشمري
|
المتتبع للشعر العربي في راهنه الواهن يدرك أن مرحلة من شذاه قد تلاشت.. فلم يعد الشعراء الآن قادرين على فعل شيء حتى بعد رحيل رموزه وأساتذته.
فبعد أن أمدنا نزار قباني بالشعر المخضب بعذوبة الحياة الأنثوية وعلى مدى عقود هي عمره المليء بالشعر حتى رحل.. هاهو المشهد فارغاً من أي جديد قد يحرك ساكن أيامنا.. سوى ما يقوله المجرب شعر حينما تعييه سبل الشعر.
الشاعر الراحل نزار قباني عرى مشهدنا الشعري في حضوره وغيابه حينما تكشفت للقارئ حقيقة مهمة تتمثل في أن شعرنا العربي ظاهرة تشبه النزوة أو التطير، أو المكاشفة، فمنذ شعر المتنبي، ومن جاء بعده محاكياً أو مقلداً مروراً بشوقي والسياب ونزار، جميعهم سكبوا على نار أشواقنا وولهنا الزيت وتواروا.
فبعد أن غرد (نزار قباني) باعتباره آخر جيل الرواد، أو من يسمون بالعمالقة أضحت التجربة مزيجاً من الانفعال غير الصادق.. ليبقى شعر (قباني) تاجاً على رأس الشعرية الفاتنة .. تلك التي تلج الخدور، وتكشف سحر العذارى، وتتصيد آهات العشاق حتى أضحى الشاعر سفيراً فوق العادة، وخارج الحدود لكل ما هو جميل وفاتن لا نستطيع استيراده، أو استرداده من نطاق الغير.
الشعرية الفاتنة في تجربة نزار قباني منذ بداياته حتى نهاياته ظلت وفية لمعاني الجمال الذي يجسده التعلق بالمرأة، والغزل الذي يأتي حولها سواء إن كان عذرياً أو ماجناً.. موزوناً أو مختلاً، مرصوفاً أو منثوراً، حيث جاء هذا الشعر إشارة قوية على فاعلية الحس في وصف الأشياء.
فبعد أن أمدنا نزار قباني بكل الأشياء الجميلة عن الأنثى.. ما الذي ستكون عليه تجارب من بعده من شعراء تشغلهم أمور كثيرة أولها الهم الوطني وأدناها حياة الكدح والتعب المألوف خلف اللقمة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|