الجزيرة الثقافية..
حركة دائبة في ظل تغيرات محبطة
د. عالي القرشي
|
(الجزيرة الثقافية)، وليدة عمل صحفي دؤوب، وناتج فعل ثقافي أراد ان يقدم للوطن صفحاته المبدعة، وللعالم أفكار بنيه ورؤاهم وتجاربهم..
مرت هذه المجلة علينا في عام كله متغيرات، وأحداث هناك وهنا، سحبت الذهن من التفكير والتوقف عند كثير من مكتسباتنا وتجاربنا الثقافية.
ومع ذلك استقطبت كثيراً من الأقلام، تفتحها فتقف على أجيال متباينة فتجد القشعمي، أبا مدين، الصافي، العمير إلى جانب الحربي، علي العمري، سهام القحطاني، طلال الطويرقي، تجد أقلاماً أكاديمية وأخرى رصيدها التثقيف الذاتي.. تجد فيها رصيداً قوياً لحركة ثقافية مرت، ولأخرى تستشرف آفاقها، تفاجئك بين الحين والآخر بنص قصصي أو شعري يتقدم في تجربته، ويعرف لأول مرة طريق النشر من خلالها..
ترى فيها محمد الدبيسي يشتغل على طريقته الجادة الساخرة بشأن أقلام تتابع ركضها وإنتاجها في مشهدنا المحلي.
تطالعك بأنساق الثقافة المختلفة، وأطياف الإبداع المتعددة، ولها برنامجها في تكريم الثقافة والرواد.. وإن كنت أرى ان التبجيل وحده غير كافٍ، فحبذا لو طرحت المجلة جهود الشخص من خلال أفكاره وطرحه ليحاورها الآخرون حواراً جاداً، وليس كلمات احتفائية فقط..
وفي جانب الأعمال الإبداعية، لو اختارت المجلة من نصوصها ما تطرحه على القراءة النقدية حينا، وحينا آخر تختار عملاً إبداعياً يتم الحوار حوله.. ولعلها لو تمد رسلها إلى جماعة حوار، وبنادي جدة، ومنتدى القصة بجدة، ومنتدى عكاظ بالطائف، لوجدت صنيعاً حيا في حواره ومداخلاته تقدمه لقرائها.. ولو جاوزت ذلك وقدمت تجربة لها في ذلك الحوار النقدي والمداخلات حول الأعمال الإبداعية.. فإني ضامن، بإذن الله، لها نجاحاً في ذلك، لأن ذلك أمر يحتاجه الإبداع، ونحتاج ان نقدمه لمن يتابع ويرصد ثقافتنا.
وختاماً فان هذه المجلة أثبتت حضورها، وزاحمت الأحداث الكبيرة في وصولها إلينا، وأظن ان من يريد من الأكاديميين والمتابعين التواصل مع حركتنا الثقافية لا بد له من متابعتها، ولقد أثبتت لي التجربة ذلك، من خلال تواصل طلاب مادة الأدب السعودي في كلية المعلمين بالطائف معها، وتكوينهم مادة فصلهم الدراسي في بعض مناحيها من هذه المجلة.. التي أتمنى لها توفيقاً مطرداً، واستمراراً في الطرح الجريء، وملامسة هوامش الإبداع، وأقاصيه، وإثارتنا بالجديد المدهش، والتخفيف من المعروف المكرور.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
