صفحات تشكيل والزمن القادم
د.فواز بن فهد أبو نيان*
|
إن مولد مجلة من رحم جريدة يعتبر تجديفاً في مياه الصحافة التي لا يمكن تحديد زمانها ومكانها، وإن راقبنا بداية الإبحار فالانطلاقة لا تنقصها الجرأة والشجاعة في خوض مجالات متنوعة من العلوم والمعارف الحضارية الجديدة.
وأعتبر نفسي من الذين وقفوا على الساحل يرقبون بنظرات الأمل انطلاقة أشرعتها وتجديفها تطوف شواطئ البلدان تحمل معها فكراً راقياً.
والمجلة الثقافية وهي تدشن عامها الثاني قدمت طرحاً متميزاً للقضايا الثقافية في الداخل وعلى مستوى الوطن العربي مواكبة المقال الثقافي العربي بحواراته ومداخلاته وملفاته الإبداعية المتنوعة من قصة وشعر ونثر ونقد وفنون تشكيلية.
إن نظرة سريعة على صفحات تشكيل التي تُعنى بالفنون التشكيلية في المملكة وفي الوطن العربي سيجد القارئ أن صفحات تشكيل قامت برصد وتوثيق لفعاليات متنوعة من المعارض التشكيلية والندوات واللقاءات التشكيلية، ومتابعة الفنانين وتجاربهم وعطائهم التشكيلي.
كما أن الصفحة تقدم الطرح النقدي الذي يهدف إلى التعريف بالفنون التشكيلية ومدارسها وممارسة نوع من العرض النقدي للمعارض الفنية والأعمال التشكيلية المشاركة ضمن معايير فنية تسعى لتنمية الوعي الفني والثقافي للقراء على مختلف ثقافاتهم وانتماءاتهم.
ومن منطلق اهتمامات صفحة تشكيل فإن المشرف على الصفحة الأستاذ محمد المنيف يكاد أن يصرخ من خلال كتاباته بتنبيهنا إلى أهمية الطرح التشكيلي القائم على استخلاص المفردة التشكيلية المحلية التراثية، وما يستجمعه التراث لدينا من أصالة وقيم وعادات وتقاليد لا شك في أنها نبع يستقي منه الفنان صوره التشكيلية التي لا يمكن أن ينضب معينها. إنها القضية التي تبنتها صفحة تشكيل في إبراز الملامح التراثية المعاصرة في الفن التشكيلي السعودي، بالإضافة إلى رصد للتأثيرات والتغيرات التي تصاحب الحركة التشكيلية في الداخل والخارج.
ولا تبخل الصفحة على المهتمين من القراء، فهي مصدر مهم في معرفة الأخبار التشكيلية عن المسابقات والجوائز التشكيلية سواء المحلية منها أو العالمية، فتقدم لهم رصداً يتسم بالمصداقية والسرعة في نشر الخبر وتغطية فعاليات المسابقات التشكيلية. كما أن صفحات تشيكل اضحت منبراً تعرض فيه القضايا التشكيلية محترمة الطرح المتزن، فهي تعرض كل من الرأي والرأي الآخر بنفسي الاهتمام والمساحة المتاحة للآراء الأخرى.
ومن القضايا التي تبنتها صفحة تشكيل الاهتمام بالفنانين الواعدين والواعدات من الشباب، وافسحت لهم المجال من خلال تقديمهم للمجتمع ومتابعة نشاطاتهم وتغطيتها وتقديمهم للساحة التشكيلية كجيل تعقد عليه الآمال في استمرار وتطوير الحركة التشكيلية في المملكة.
ومن جانب آخر حرصت الصفحة على الاهتمام ومتابعة أخبار رواد الحركة التشكيلية في المملكة وتقديم القراءات النقدية لإنتاجهم وذلك تسجيلاً وتوثيقاً لتاريخهم التشكيلي والدور الذي ساهموا فيه في التعريف ونقل الحركة التشكيلية السعودية إلى خارج حدود الوطن.
ولا يمكنني أن أرصد كامل الدور الذي اضطلعت به صفحة تشكيل في زواياها المتعددة في مجال الحركة التشكيلية من خلال طروحاتها واستعراضها للفنون التشكيلية بكافة مجالاتها ومدارسها وفكرها، سواء في الداخل أو في الخارج، وإن كان همها ينبض بتأكيد الطرح التشكيلي المستمد من حضارة وتاريخ وطننا والعودة إلى التراث والمفردات الشعبية المتناثرة في أرجاء الوطن العربي.
لذا فأنا لا أتوقع تنازلاً عن هذا المبدأ من قبل صفحة تشكيل، بل ستزداد نبرة الإصرار والمجاهرة به والدعوة إليه من منظور الأصالة والمعاصرة؛ ليكون رسالة عالمية تضاف إلى رسائلنا الكثيرة والمتعددة للعالم.
إن استمرار صدور صفحة تشكيل مطلب تمليه الحاجة الماسة إلى هذا الطرح الملتزم بأمانة القلم وكفاءة الخبرة والتجربة لدى المحررين وحاجة الفنانين إلى مصدر ينهلون منه التحليل والنقد الفني الهادف، والسرد التاريخي والتذوق الجمالي والتغطية والخبر الجديد.
فالعمر الزمني للمجلة الثقافية سنة واحدة احتضنت بين دفاتها صفحات تشكيل، ومن متابعتي لهذه الصفحة سواء بإصدارها الجديد أو ثوبها القديم أرى أن زمناً قادماً ينبض بطروحات جديدة وجريئة تحدث دوياً يحرك الألوان في الساحة التشكيلية.
تمنياتي لكم بمزيد من التفوق والنجاح، وإلى الأمام دائماً،،
* قسم التربية الفنية كلية التربية جامعة الملك سعود
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
