ما أجمل الثقافة في حضنها عبدالرحمن العجلان *
|
في الواقع فإن القفزات المتطورة التي تبديها هذه المؤسسة الصحفية الرائدة لا تقف عند حد معين، فهي وإن كانت معنية بتقديم الخبر للقارئ العزيز وتتميز دائماً في كل مصادرها، فهي في ذات الوقت تهتم وتسعى لإشباع مداركه الأخرى في مختلف المجالات الحياتية والإنسانية، ومن بينها بل وأهمها توسيع الدائرة الثقافية لديه، وذلك من خلال تحسس متطلباته الثقافية في مناحيها السائدة وأبوابها المتعددة.. وهي في زوايا المقالة الأدبية، والشعر، والقصة، والحوار الأدبي الثقافي الهادف، والفن التشكيلي.
ولعل القارئ قد سعد بخطوة جميلة ورائعة كخطوة الجزيرة الغراء في إثراء هذا الجانب وإعطائه هذا الزخم من تلك الثقافات المتعددة في وجبة ثقافية رائعة تتلمس كل الاتجاهات الفكرية..
ويمكن ان أحدد هنا جانباً مهماً لي أنا بالذات، وتبرز أهميته أيضا إلى من هم في شاكلتي ممن يتعاطون الفن التشكيلي كهواية ويتعاملون مع أدواته المختلفة ابتداءً من علبة الألوان مروراً بالفرشاة واللوحة البيضاء.. وانتهاءً بمفاهيم الفنون التشكيلية ومدارسها وروادها ومريديها الذين يتذوقون دلالاتها وتعبيراتها ومختلف أساليبها..
أعلم تماماً وأنا واحد ممن ساهموا في بدايات (الجزيرة) الأم.. ولا أستبعد ان تكون (أماً) لأن الاحتضان صفة تنطلق من معاني الأمومة.. وهكذا كانت الجزيرة (أماً) احتضنت (بواكير) عطاءاتنا على سهولتها وسلاستها وعفويتها أحياناً، فكانت برجالها ومسؤوليها دافعاً عندما تبدع، ورادعاً عندما تخطئ، تماماً (بحنو) الأم.. ولذا جاءت كل التفاصيل الإبداعية الأخرى مكملة للسلسلة المتواصلة..
لقد قلت: إنني أعلم مدى الاهتمام الذي يوليه كل القائمين على هذا الصرح الشامخ، والرغبة الأكيدة في تطوير كل التوجهات، والمحاولات الجادة لإنجاح الرسالة.. وبمرور هذا العام الذي انقضى كنا نسعد بروية تلك الصفحات المائلة للون البرتقالي وهي تجذبنا للانغماس في قراءة كل سطورها وموادها ومحتوياتها القيّمة.
ولعلي هنا أفي للزملاء حقهم من الإشادة بالدور الذي قاموا ولا زالوا يقومون به في سبيل إثراء الحركة الثقافية بهذه المقومات الإبداعية المطلوبة.. في زمن طغت فيه السلبية الثقافية في النهل من معين الثقافة الحقيقية.
وكلمة أخيرة أوجهها للزميل المبدع الفنان محمد المنيف الذي أخذ على عاتقه بث هذه الرسالة السامية على مرّ السنين نابذاً الأنانية.. فاقداً الشيء الكثير من حقه كمبدع كان يجب ان يتم إنصافه من خلال الصحافة والإعلام لكونه أحد الذين ضحوا بذلك خوفاً من اتهامهم (بالنرجسية).. ومن خلال جهوده ومتابعته الدؤوبة أبرز الكثير من الكفاءات الفنية المعطاءة صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً..
أتمنى له ولكافة الزملاء في هذه الجريدة التوفيق والسداد.. وإلى القائمين على هذا الملحق الرائع كل تقدم وازدهار.
* فنان تشكيلي رئيس تحرير مجلة فنون
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|