سطور فوزية محمد الجلال
|
قيل إنها مغامرة.. ماذا ستفعل مجلة في طي جريدة، وسط عشرات الرموز والمجلات والملاحق الأدبية والثقافية الناضجة؟! صدر العدد/ المغامرة بين مشاعر متفاوتة من الترقب والأمل والكثير من العمل.. فكانت احتفالية غير محسوبة في استقباله! ولم تُدهش (الثقافية) تلك الاحتفالية قدر ما اسعدها حجم الثقة الذي تنامى في صورة مئات المهاتفات والخطابات وكلها تبارك وتعضد وتستزيد. كان التحدي:كيف تصل(الثقافية)؟ ثم أصبح: كيف تؤثر؟ كيف تخترق ثقافة الاستهلاك والشللية والمجاملات؟ عمل دائب وحركة لا تتوقف، مكنتها من وضع قدمها بقوة إلى جانب كبرى المجلات والملاحق، بل انها حظيت ولم يكن سراً أبداً بالتميز والندية في العديد من إصداراتها الأسبوعية.. تنوعت الأقلام.. تعددت الآراء واستقبلت (الثقافية) الاختلاف.. تأثرت به وأثرت. سبعة وأربعون إصداراً.. راكمت نتاجاً أدبياً وإبداعياً وثقافياً، أعطى الكثير لملامح وتفاصيل المشهد الثقافي المحلي. وظل ما يمكن أن يقال، يستعصي على سطور مناسبتية كهذه أن تفي ببعضه.
هل يعني ذلك أن ليس في الإمكان أبدع مما كان؟ هذا هو السؤال/ التحدي.. السؤال/ المسؤولية الذي يسهر مدير التحرير للشؤون الثقافية الأستاذ إبراهيم التركي وفريق عمله على صياغة إجابته.. ولن يضير الاعتراف بأن لا نجاح بدون عثرات، وقد تعثرت (الثقافية) مرات، عاشت الأمل، وعايشت الألم، وكادت في بعض مراحلها تفقد طريقها بين الضوء والعتمة. وهنا لابد من وقفة وإن طالت: خلف ذلك النجاح والجهد يقف إبراهيم التركي: المثقف والأديب والشاعر والمهني.. مجموعة في واحد.. حشد الطاقات، ووظف القدرات، وكثف التواصل مع أطراف العملية الإبداعية والثقافية المحلية والعربية.. بدد الوهم بأن لا مكان لإصدار ثقافي جديد، فجعل من (الثقافية) في تصور الكثيرين، تجربة ثرية مؤثرة شجاعة جديرة بالاحترام، وحجز لها مقعداً إلى جانب كبرى الإصدارات المثيلة.. شكّل من خلفية أكاديمية وإدارية، فريق عمل متجانساً، رفض دور القائد الرئيس واكتفى بدور الزميل والمستشار والسند، ولن يعيبني الاعتراف بأن إصراره ومتابعته كانت وراء استمرار (كتب) وسط ظروف شخصية صعبة مازال بعضها قائماً. وبالمناسبة قد يفيد التنويه إلى أن (كتب) كانت ضحية الملاحق والمناسبات الثقافية، غابت قليلاً وحضرت كثيراً وتوالت على بريدها عشرات المساهمات والعروض وبعض اللوم على (ضعف) إخراج مادتها بما يليق بالكاتب وكتابه.
وثمة عامل لا يجوز إغفاله في تجربة (كتب) تمثل في حالات المد والجزر التي طالت عروضها والتي فرضتها الأوضاع والتحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة العربية والتي انعكست على طرفي صناعة الكتاب: المؤلف والناشر، فتصدر الكتاب السياسي ثم السياسي ثم السياسي، وتسيد دون مزاحمة قوائم المبيعات والعروض والمراجعات. ورغم يقيني بأن للإيجاز من غير إخلال، ألقه وتأثيره، إلا ان طغيان الإصدارات ذات (النفس الطويل)، حرمتني كثيراً هذه المتعة، وأجبرتني على الثرثرة التي لا أجيدها.
ألسنا أكثر الأمم ضجيجاً..؟!!
*كاتبة ومحررة صفحة (كتب)
fjallal@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|