قفزة نوعية!!
حسين المناصرة
|
تعد ولادة المجلة الثقافة ميزة بحد ذاتها, ففي الوقت الذي بدأت الملاحق الثقافية في الصحف المحلية على وجه العموم تخفت تدريجياً, ويتهمش دورها ولأسباب عديدة, لسنا بصدد الحديث عنها.. ولدت المجلة الثقافية لتؤكد استمرارية الثقافة وحضورها في صحيفة الجزيرة أولاً, ثم في الصحافة اليومية ثانياً.
لا شك أن الثقافة حظيت في جريدة الجزيرة عموماً بعناية خاصة في التسعينيات من القرن الماضي بعد ركود يزيد على عقد من الزمن في تصوري, وقد تمثلت هذه العناية في صدور الملحق الثقافي يوم الأحد, وازدادت هذه العناية في صدور ملحقي الأحد والخميس الثقافيين, هذا عدا عن الصفحات الثقافية اليومية ..وقد كادت صحيفة الجزيرة أن تصير كغيرها من بين بعض الصحف في تهميش الكم الثقافي ونوعيته, كما بدا واضحا قبيل صدور المجلة الثقافية, ثم كان صدور هذه المجلة قفزة نوعية أعادت إلى الحياة الثقافية بعض الدماء في شرايينها, من خلال استقطاب عدد لا بأس به من المثقفين والأدباء للمشاركة في الكتابة, وعن طريق المتابعة الثقافية، لما يجد أو يطرح من إشكاليات لافتة في الثقافة المحلية والعربية, فبدت لنا هذه المجلة في ضوء هذا التصور خطابا ثقافياً جاداً, يؤكد على أن الثقافة الورقية مازالت هي العمق في الثقافة الأدبية في مواجهة الثقافة الضخمة الإلكترونية المتمثلة في الواقع والمنتديات والصحف الإلكترونية التي سادت في السنوات الخمس الأخيرة!!
تبدو أهمية المجلة الثقافية من خلال عدة محاور تطرح فيها, لعل من أبرزها:
1 ملاحقة المناسبات المستجدة ومتابعتها, وخاصة في مجال تكريم من يتوفى من المبدعين والمثقفين!!
2 عمل ملفات عن بعض الأدباء, وخاصة عمن ابتعدوا عن الكتابة من بين جيل الستينيات والسبعينيات.
3 طرح قضايا إشكالية تثري إحياء الحوار الثقافي في قضايا حيوية, مثل ندوة الدكتور سعد البازعي, والحوار الذي دار في ضوء إصدار موسوعة الأدب العربي السعودي..
4 تقديم وجبة أخبار ثقافية في سياق الإثارة الثقافية التي تجعل الخبر الثقافي بحد ذاته خبرا إبداعيا أو إشكالياً لافتاً للنظر!!
5 القراءات النقدية, وهي بكل تأكيد فاعلة وخاصة أنها تعالج قضايا أدبية يومية وهذه مهمة الملاحق الثقافية على وجه التحديد.
وإذا وضعنا إيجابيات المجلة الثقافية بجانب بعض السلبيات التي اعترتها خلال العام الأول من صدورها, فإن السلبيات لا تكاد تذكر, ولعل أبرزها هيمنة المجاملات على بعض الكتابات خاصة في محور شخصية العدد، وهذا العيب في تصوري ليس من هيئة تحرير المجلة، وإنما من الكتاب أنفسهم الذين يكاد بعضهم يشارك في تقريظ أي شخصية من شخصيات الأعداد.
ومن السلبيات أيضاً, مقالة اللجنة التي جعلت من نفسها سلطة أبوية, ومن الأخلاقيات الثقافية ألا تكون هذه اللجنة تحت اسم مستعار, إذ لا مبرر لهذا التخفي على طريقة (رأس النعامة في الرمل)!!
أتمنى أن تعيش هذه المجلة أكثر من مائة عام, ومائة تحية للإخوة في هيئة التحرير!!
hosainma@yahoo.com
| | |
|
