رؤى.. حول الثقافية د. حمد السويلم
|
كنت من أوائل المنادين بأهمية وجود ملحق ثقافي يهتم بالمجالات الثقافية والنقدية والنتاج الابداعي، فحينما أخذت جريدة (الجزيرة) في خطواتها التطويرية المتمثلة في مجلة (الجزيرة) والملاحق الموجهة للسياسة الدولية والعالم الرقمي بعثت باقتراح الى سعادة الأستاذ خالد المالك يتضمن ضرورة وجود ملحق يبرز النتاج الابداعي والنشاط النقدي في المملكة العربية السعودية وقد صادف هذا الاقتراح وجود همة عالية ونشاط متحفز ورغبة صادقة لدى القائمين على جريدة (الجزيرة) بقيادة الأستاذ أبي بشار في التطوير والتجديد فلما أحيل الاقتراح الى القسم الثقافي تحول في غضون أسابيع الى حقيقة واقعة.
لقد جاء هذا الملحق متوازيا مع مشروع وطني عام وهو الاهتمام بالثقافة من خلال قيام وزارة ترعى وتهتم بهذا البعد من النتاج الوطني.
متوازيا من حيث الزمن وسابقا من حيث الفعل، فنحن حتى الآن لم نلمس أثراً كبيراً لهذه الوزارة رغم مرور ما يقرب من عام على نشأتها، فهي قد وجدت بالقوة أو بالقرار الرسمي لكنها حتى الآن لم تحقق وجودها بالفعل، ونحن رغم هذا التأخر لا نزال نعول على هذه الوزارة ونأمل أن تسهم مع المنابر الثقافية في تنشيط الحركة الثقافية.
وإنني أقترح لكي تسهم (ثقافية الجزيرة) بحيوية وفاعلية في تحريك النشاط الابداعي وتوسيع دائرة الاهتمام بالأدب والرقي بأذواق المتلقين أن تركز على الدراسات التحليلية والنقد التطبيقي.
كان النقد الأدبي خلال العقدين الماضيين مهتما بالتنظير أكثر من اهتمامه بالنص الابداعي وآن الأوان لتوظيف هذه النظريات لتحليل النصوص الأدبية وكشف جمالياتها ويمكن لثقافية الجزيرة أن تكون بجهد كتابها وسيطا بين المبدع والمتلقي.
الأمر الآخر الذي أرى أن تحتل مساحة من ثقافية الجزيرة هو اثارة قضايا فكرية وأدبية بأسلوب علمي موضوعي بعيد عن التجريح الشخصي ان هذه الاثارة تدفع بهذه القضايا الى سطح الشأن الثقافي وتسهم في تحريك سكون النقد الأدبي وتحفز المتلقين والقراء على المتابعة والاهتمام بقضايا الفكر والأدب.
إننا معشر القراء نتطلع الى أن تحقق ثقافية الجزيرة خطوات تطويرية تواكب من خلالها الحركة الأدبية والفكرية في بلادنا.
وإن ما قدمه الملحق خلال العامين الماضيين شكل رصيداً معرفيا أبرز جوانب متعددة من منجزنا الأدبي والثقافي فشكراً للأستاذ خالد المالك وللقائمين على جريدة (الجزيرة) وأخص بالشكر المشرفين على القسم الثقافي الكاتب المتألق ابراهيم التركي، والمبدع عبدالحفيظ الشمري والناقد المتابع محمد الدبيسي وجميع من يشاركهم في تحرير هذا الملحق كما أشكر الكتاب الذين أسهموا بعطائهم الفكري والابداعي ليكون مادة ثرية يترقبها القارئ كل اثنين.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|