«الجزيرة الثقافية» متعة الانتظار
أحمد بن عبدالله التيهاني
|
تتشابه الأسابيع كما يتشابه الزمن كله، والحياة رتيبة ليس فيها ما يبهج، والجمال غائب لا ننتظر حضوره، حتى كانت (الجزيرة الثقافية) اختلافا يمنح المتداخلين مع الجمال متعة الانتظار، وفرحة النوال.
نعم هذه هي الحال منذ بدء صدور (الجزيرة الثقافية) التي أحدثت برمليتها اللونية الأخاذة تحولا نفسيا لذيذا جعل (الجزيرة) الجريدة، و(الجزيرة) المكان أكثر قرباً من النفوس الحانة إلى الإبداع.
وإذا كان المتأمل في تاريخ التحولات الفكرية والإبداعية والاجتماعية في بلادنا يلحظ بكل يسر أننا مجتمع موبوء بالريبة والشك في أي مبادرة تنويرية تهدف إلى تحريك الركود بمبرر عتيق هو (الحرص على المجتمع وأسباب الخصوصية)، وهي ريبة قائمة على الغطرسة المغلفة بمثاليات زائفة ما تلبث أن تترهل أمام صمود العاملين على الرحيل إلى عصر الإيجابية والتحول إلى الأجمل.
(الجزيرة الثقافية) خروج على واقع التاريخ الانغلاقي التقوقعي الذي جعلنا خلف العالم، وكلفنا جهدا أكبر في سبيل اللحاق بالركب البشري الذي لا يمكن (أن يجمع على باطل).
ربما تعرضت (الجزيرة الثقافية) قبل أن تتم حولا من عمرها إلى أنواع من الوصايات، وربما تجاوزتها إلى الهجوم المشين من شرطة الخصوصية الزائفة التي تحرص على الحكم على كل صوت مبادر قبل أن تعقد جلسات المحاكمة،.
وهذا بدهي بالنسبة إلى مجلة ثقافية لم تعتمد على منظومات الزيف، وقصائد التقارير الإخبارية التي منينا بها زمنا حتى وصلنا بها إلى (القتل الجهاد)، ومقياس نجاح (الجزيرة الثقافية) هو أن تتعرض لهجوم السواد، وتواصل تهميش الاجترارات.
* أديب سعودي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
