الثقافة (الجزيرية).. أ. إبراهيم عبدالله مفتاح
|
أعترف بدايةً بأنني متابع غير منتظم ل(الثقافية) الأسبوعية التي تصدر كل يوم اثنين كملحق لجريدة (الجزيرة)، لا لإهمال أو تناسٍ مني، وإنما لكون موقعي الجغرافي في (جزيرة) وراء البحار هي جزيرة فرسان.. حيث في كثير من الأحيان تتحكم الأحوال المناخية والحالات الجوية في شؤون حياتنا، وتصل بنا حد الانقطاع عن الآخرين بسبب تعذر السير في هياج البحر وعلو الأمواج، وبالتالي لا تتمكن (الجزيرة) من الوصول إلى الجزيرة شأنها شأن بقية الأشياء ومن بينها الصحف والمجلات.. لكني رغم هذا أزعم أنني متابع جيد لهذا الملحق الأسبوعي الذي يصدر كل يوم اثنين، وهو توقيت أحسن المسؤولون عن هذا الإصدار اختياره؛ لوقوعه في منتصف الأسبوع وإن لم يكن هو الملحق الثقافي الوحيد الذي يصدر في هذا اليوم، لكنه أقصد الملحق استطاع أن يوجد حالة ترقب لدى القراء، خاصة أولئك المهتمين بالثقافة.
ولعل ما يحمد للقائمين أو المشرفين على (ثقافية الجزيرة) أنهم وُفِّقوا أيضاً في تناسب عدد الصفحات مع وقت القارئ في زمن تتنازع إنسانه المشاغل والمسؤوليات، فهو لا يعطي مادة توصل القارئ (مرحلة الزهق) من تقليب الصفحات للإلمام بكل ما جاء فيها دون تركيز أو رويَّة، ولا هي أقصد الصفحات بالقليلة التي قد تجعل القارئ ينظر إليها بلا مبالاة، ومن ثَمَّ يلقيها في أقرب مكان إليه، خاصة إذا كان هذا القارئ ممَّن لا يعنيهم الشأن الثقافي.
وكما هو الحال في وسطية موعد الإصدار ووسطية عدد الصفحات تأتي وسطية ثالثة في الموضوعات التي تنشر؛ إذ نجد بعض هذه الموضوعات تأخذ صفحة كاملة لكن عددها معقول وبعضها الآخر يأتي على شكل أعمدة تغري القارئ بأن يقرأها كاملة, وهذه في ظني روح عصرية يتناسب إيقاعها مع إيقاع حياتنا المعاصرة.
وفي نطاق المثل القائل (خير الأمور أوسطها)؛ فإنه يوجد توازن بين الكتَّاب الثابتين أسبوعياً كالأستاذ الشاعر سعد البواردي في (استراحته داخل صومعة الفكر)، والأستاذ علوي طه الصافي في موضوعه الأسبوعي (هؤلاء مرُّوا على جسر التنهدات)، والشاعر محمد جبر الحربي في زاويته (أعراف)، وبين الكتَّاب غير الثابتين الذين يضيئون الملحق بتنوعاتهم الشعرية والقصصية والنقدية.
كما يُحمد للملحق اهتمامه بالإضاءات الجيدة عن حياة كثير من كتاب هذا الوطن ومفكريه وشعرائه، كما يفعل الأستاذ الصافي أسبوعياً أو في تناول سيرة أشخاص آخرين لهم دورهم الفاعل في مسيرة البناء والثقافة. وأضرب مثلاً على ذلك بالملف الذي خصصه الملحق لأستاذنا الفاضل (فهد العريفي).
وإن أجاز لي المخرج ومن هم في شبه اختصاصهم أن أقول شيئاً عن اللون الوردي الذي يطل به الملحق على قرائه؛ فهو قريب إلى النفس، خاصة وأنه كما يقول المختصون في الألوان: (إنه لون مطفي) يخلو من البريق الذي قد يؤثر على النظر كما يحدث في بعض المطبوعات التي تعوض انطفاء مادتها ببريق ألوانها الأخاذ. ومن باب قول إخوتنا المصريين (الحلو مايكملش)، وهذه وجهة نظر شخصية أن (البنط) في بعض الموضوعات صغير جداً، الأمر الذي قد يجهد نظر بعض القراء، وخاصة أولئك الذين تجاوزوا الخمسين أو الستين من أعمارهم.. أقول هذه الملاحظة رغم معرفتي أن طول الموضوع والحرص على عدم تجزئته قد يكون وراء ذلك. كما أتمنى و(ما كل ما يتمنى المرء يدركه) أن يكون هناك توزان بين الأصالة والمعاصرة، وخاصة في مجال الشعر؛ لأن ما يُلاحظ على هذا التوجه هو التوجه إلى التحديث، وهذا ليس على الإطلاق؛ لأن التحديث شيء مطلوب وضروري، إلا أن الارتكاز على الأصالة (الأصلية) يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
هذه وجهات نظر شخصية قابلة للأخذ بها أو بشيء منها إن كان فيها ما يستحق الأخذ به، وهي أيضاً (دغدعة عشق) من أحد قراء ومتابعي هذا الملحق الذي أتمنى له التألق والمزيد من العطاء، وللقراء (فيما يعشقون مذاهب).
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|