شاطئ الصواب سهام القحطاني *
|
ما سأقول، ليس تقييما، لأني لا أملك مؤهلات لجنة تحكيم، بل هو رأي، إن تجاوز شاطئ الصواب فالتمسوا لى حسن النية، وان توحد مع المراد فالحمدالله.
أولا: لا شك أن ملحق الثقافية، منجز ثقافي هام، يحتاج الى جهود كثيفة لإثبات وجوده كذات مختلفة عن الباقي، وكأداة تغير لأساليبنا الثقافية التي تنمطت بهياكل لم تعد تناسب حركة التغير والتحول الذي يدور في فلكه المجتمع، ولا تناسب أسلوبية طرائق تفكير المجتمع لمفهوم الثقافة الجديد وشكلانيات تعبيره، التي لم تعد بقدر تلك الكلاسيكية التي ما زلنا نتوهمها، ونحن ننفذ طقوسنا الثقافية، لا احد ينكر أن الثقافية بدأت تحصد بعض نجاحات تواجدها كمولد ثقافي في طور التطور نحو الاكتمال، لكن نشوة النجاح، يجب ألا يغيب عنا أهمية مرحلة ( ما بعد) فالخطوة التالية في الإثبات دوما أصعب من خطوة البدء، لأنها هي الكافلة للاستمرار المتميز، لا الاستمرار كيفما شاء، لأن الاستمرار بصيغة التحجر هو بالتأكيد مسألة يسيرة للغاية، لأنها لا تحتاج إلا لمجرد (كلام يمتلئ بكلام فارغ) كما يقول أستاذ الصحافة أحمد رجب، لكن التميز دوما يعني كيف تستخرج الماء العذب من جبال صماء لتحول مفهوم الجفاف الى رمزية الجنة، ومن أجل تحقيق هذا الوجود، لا بد أن يتجاوز تبعية منهج الملاحق الأخرى، التي تنظر للثقافة كونها خطابا أدبيا، على مستوى الأدب بأنواعه والفن التشكيلي، أليست هذه هي رؤية ملاحقنا الثقافية للثقافة، في حين أن الثقافة هي تعني الخطاب المعرفي بكلياته والأدب والفن التشكيلي جزء من هذا المفهوم، والثقافية كونها صاغت تواجدها بهوية اسم (الثقافية) فعليها أن تكون ممثلة لمفهوم الثقافة كما ينبغي، أي تناول الخطاب المعرفي بكافة أشكاله بداية من الأدب ووصولا لقضايا الإنسان الحضارية.
ثانيا: أما الثقافية على مستوى طرح الموضوعات، فهي لا تملك حسبما أعتقد منهجا جديدا يخرج عن باقي الملاحق الثقافية، فهي تتشابه معها، والتشابه ليس عيبا على العموم في ذاته، لكنه لا يحقق تفرداً، وهذه التبعية المنهجية، أحسبها أمرا طبيعيا كبداية، أرجو أن لا تدوم، واستثني من عادية منهج التبعية، خصوصية طرح ملفات لكبار الأدباء، وأرجو ألا تنحصر على ادباء منطقة دون منطقة، فالوفاء للجميع، ومن الموضوعات التي تمثل خصوصية للملحق والتي تعجبني شخصيا، الاهتمام بموضوع المسرح، وهو اهتمام مكثف لكنه لا يصل الى مرحلة تبني قضيته واشكالياته خارج المفهوم النظري، وهذا ما نفتقد مركزيته في الملاحق الثقافية الأخرى ونقطة تحسب لخصوصية الثقافية، كما نلاحظ ضيق مساحة حجم صوت المرأة في التواجد.
بالنسبة لمساحة حجم تواجد الرجل!! كما يلاحظ غياب تعدد المذاهب الأدبية، فكتاب الملحق أغلبهم من أصحاب الاتجاه الكلاسيكي والاتجاه الوسطي، باستثناء الأستاذ على الدميني، فهل ذلك يمثل سياسة الملحق؟، أم مجرد كينونة صدفة، فتعدد الاتجاهات أمر مثرٍ للجدلية، ويخلق الجرأة في طرح ما يختفي في أعشاش الخفافيش، وهذا يضمن مصداقية الطرح وفاعلية العطاء، وانفعالية الاستقبال من الآخر، وهذا يسهم في نجاح أي مطبوعة، كما يلاحظ أيضا أن الموضوعات المطروحة على الثقافية تبتعد إلى حد ما عن التماس مع خط النار، أقصد القضايا الثقافية المفرزة في المجتمع، باستثناء المسرح والفن التشكيلي، كما نلاحظ أن القراءة النقدية لبعض النصوص التي تقدم هي قراءة جمالية، وهو منهج قد عفا عليه الدهر، فقد عقبته مناهج أخر، ولا أدري لماذا لا تطبق في تحليل النصوص.
وبعيدا عن الموضوعية، أرغب أن أعلن إعجابي بصفحة أستاذنا القدير علوي طه الصافي ( هؤلاء مروا على جسر التنهيدات) التي أعيد قراءة تأملاتها أكثر من مرة، لسببين، أولهما: لمعرفة الجانب الإنساني لأناس لا نرى منهم سوى الوجه الثقافي، وثانيهما: لنتعلم مفاهيم الصداقة الحقيقية بكل معطياتها من حب ووفاء وإيثار، الصداقة الجانب العذب للإنسانية، ( هؤلاء مروا على جسر التنهيدات.. يعلمنا مفهوم الصداقة والوفاء.. فشكرا يا أستاذنا).
* كاتبة سعودية
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|