الثقافية عبدالجبار عبدالكريم اليحيا *
|
وإن جاءت الثقافية متأخرة في صدورها، إلا إن ذلك خير من عدمه، أحسن من لاشيء، لأن المتابع لما تطرحه مطابعنا من نتاج الأدباء والنقاد والنشاطات الفنية (تشكيل، مسرح، ...الخ) يجده كافياٍ بأن يملأ العديد من المجلات الأدبية والفنية المتخصصة، ولكنه مع الأسف نتاج متناثر بين الصحف اليومية، والتي أفردت صفحة أو صفحتين من بين عشرين صفحة لنشر شذرات أدبية وفكرية تحتجب أحياناً لمصلحة اعلان أو دعاية.
كثيراً ما التقيت بالكثير من الفنانين والأدباء والمفكرين في أقطارنا العربيةفوجدتهم يتساءلون (ويجهلون) عن خلو المملكة من حركة،فنية أو أدبية، قبل ان ينشط أفراد بجهدهم الذاتي في الحضور شخصيا سواء في المتنديات الأدبية أو المعارض الفنية، وطبعاً ينتابني الحرج والغيظ.
وكنت أتساءل بحنق وغيظ أيضاً عن عدم وجود (نافذة) نطل منها ونرسل من خلالها واقعنا الأدبي،(مجلة متخصصة) تجمع هذا النتاج الهائل لروائيينا وقصاصينا وأخبار معارضنا الفنية، بل ومساهمة نقادنا بتناول ما يطرح على الساحة التشكيلية بالنقد والتحليل.
بلد بحجم المملكة ومايجري على مساحتها الشاسعة والمتنوعة من تحولات اجتماعية متسارعة نحو المستقبل المشرق والقفزات الاقتصادية الهائلة تطوراً مادياً وإداريا،ًواثر كل ذلك وما ينعكس منه على النواحي الثقافية نضجا وفكراً انسانيا،ً دون ان يوجد مرجع يلم شتات هؤلاء الأدباء والفنانين، ويحفظ مايجود به إبداعهم، ليكون مصدراً حضارياً كتراث وسجل للأجيال القادمة. لقد عانينا ونعاني من النقص أو الغياب الشنيع لتراثنا الأدبي لحقب زمنية طويلة، ويجب ان لايستمر هذا التغاضي عن تسجيل واقعنا سواء كان باللوحة أو الرواية أو بالشعر... أو.. أو، لن تغفر لنا الأجيال القادمة هذا الإهمال أو التغاضي.
الثقافية بجهد الغيورين من الشباب بكل اعتزاز قاموا بالخطوة الأولى واصدروا (سجلاً) لتدوين فكر هذه المرحلة من أدب وفن ونقد، والذي أرجوه ان ينمو هذا السجل وان يتطاول ويرسخ كرسوخ هذا الوطن بحضارته وارثه وتقاليده السمحة ، وان يفسح المجال الواسع لانتاج الشباب المبشر بمستقبل يحمل في طياته تواصلاً حضارياً وتقاليد تتماشى مع تطورات العصر ايجابيا،ً وان يراعى بكل احترام وتقدير نتاج أوائل أدبائنا ومفكرينا، لكي يمتد التواصل بين الثوابت والمتحولات فتمتلئ الصدور والعقول برحابة وتحتضن التغيرات وتمد يد المساعدة والعون فيتبلور فكر جديد لمرحلة جديدة تغير الطريق للأجيال القادمة.
شكراً للثقافية، ودوام الصحة والعافية، وكل عام وأنتم بثوب جديد.
* رائد في الكلمة والتشكيل
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|