يبدو أن السيارات التي تصنع للمنطقة العربية تركب فيها خاصية البواري ذات الأصوات المرتفعة، حيث يصدر أو يصنع محلياً أنواع أخرى من البواري.. بأصوات قطط وجمال ونباح وصراخ وأهازيج، بل وتقلد المنبهات الخاصة بالدوريات..

ويتفنن بعضهم فيما يسمى عند الشباب (بالشربكة)؛ تلك التي تسبق فرق الموت إلى ساحات التفحيط، وكأنها رقصة الحروب على طبول المدافع وأصوات الجحيم.

لقد اعتادت أيدينا على البواري حتى أصبحنا (نطق) البوري أو المنبه على الأحجار والأشجار وربما نستخدمها أحياناً لنتأكد من أحد المارة (المشبهين عليه)، وتعلو أصوات البواري عند الإشارة الخضراء ليبدأ تعليقها حتى تجاوز الإشارة والخروج من خندق الزحمة.. على الرغم من أن هذا المنبه وضع للتنبيه لا للإزعاج ورفع (الضغط) والتحدي وإظهار العضلات.

توجد في بعض الأماكن إشارة ممنوع استخدام المنبه لنجد أنفسنا لا نعير اهتماماً لمدلول هذه العلامة.. ليرتفع المنبه عالياً دون أدنى حياء أو مسؤولية أو احترام لمشاعر المرضى أو غيرهم. يقال إن سكان المنطقة الشرقية يعرفون القادم من خارج المنطقة عندما يستخدم المنبه بشكل مزعج، ولا سيما عند الإشارات.

إن هذه الآلة (السيارة) تعكس بحق أشياء كثيرة مما نعانيه في حياتنا اليومية من الاضطرابات النفسية والسلوكية.. وما استخدام المنبه (البوري) بشكل غير صحيح إلا دليل آخر على أننا بحاجة إلى المزيد من الوعي وضبط النفس والتريث. وأن نتعلم أن هذا البوري المنبه (منبهاً) وليس غير ذلك.

إشارة

فرضت بعض دول العالم غرامات مالية كمخالفة لمستخدمي المنبه بلا ضرورة.