تعني قيادة السيارة بالنسبة للكثير من الناس الحرية والتحكم والإتقان، وتمكن القيادة معظم الناس من ارتياد الأماكن التي يريدونها أو التي يحتاجون لارتيادها، ويقود البعض الآخر السيارة كجزء من عمله أو عند الذهاب إلى العمل، وبذلك تساعد القيادة الكثيرين على قضاء مصالحهم.
ولكن القيادة ليست بالأمر البسيط، فهي تعتبر من الأمور عالية التعقيد في حقيقة الأمر، فقد تتأثر قدرتنا على قيادة سياراتنا بسبب تغيرات في حالتنا الجسمية أو الانفعالية أوالعقلية، وهنا نتناول موضوع مرض السكري كعامل من العوامل المؤثرة على كفاءة من يقود السيارة.
ان مرض السكر باختصار قد يتسبب في اختلال جلوكوز (سكر) الدم سواء بالنقصان الشديد أو الزيادة الشديدة ونتيجة حتمية لذلك فقد يعاني قائد السيارة من الأمور الآتية:
- الشعور بالرغبة في النوم، أو الشعور بالدوار
- الشعور بالتشتت الذهني
- تشوش الرؤية
- فقد الوعي وحدوث نوبات السكري
- وقد يؤدى مرض السكري على المدى الطويل إلى التأثير الحتمي على القدرة على القيادة, حيث يحدث نوعا من الضمور في أعصاب اليد أو أعصاب الأرجل والقدمين أو أعصاب العين، وقد يؤدي مرض السكري في بعض الحالات الشديدة جدا إلى العمى أو إلى إلى بتر أحد الأطراف.
يقود أو لا يقود !!
هل يمكن لمريض السكري الاستمرار في قيادة السيارة؟؟
الإجابة هى نعم إن مريض السكري يمكنه الاستمرار في قيادة السيارة إلا إذا اعاقته بعض مضاعفات السكري السابق ذكرها، و أهمها الانخفاض الشديد في جلوكوز الدم و تشوش الرؤية, فإذا كان مريض السكري يعاني من بداية حدوث بعض هذه الأمور فعليه مراجعة مراكز علاج السكرى المختصة أو طبيبه المعالج للتأكد من تأثير مرض السكرى على قدرته على القيادة من عدمها, فإذا تأكد فعلا من أثر مرض السكري السلبي على قيادته للسيارة فعليه مناقشة الاحتياطات المناسبة مع المختصين حتى يتأكد من قدرته على الاستمرار في قيادة السيارة بأمان.
ماذا يفعل مريض السكري لضمان قدرته على قيادة سيارته بأمان؟؟؟
- من المعروف أن استخدام مريض السكرى للأنسولين بالحقن أو تناول أقراص علاج السكرى تتسبب في حدوث هبوط حاد و خطير أحيانا في جلوكوز الدم والمعروف بحالة hypoglycemia، لذا ينصح مريض السكري بعدم قيادة سيارته في حالة هبوط مستويات جلوكوز الدم, والمشكلة أنه إذا جازف و عزم على قيادة سيارته وهو في هذه الحالة فلن يكون له القدرة على حسن اتخاذ القرار أو التركيز أو حتى المقدرة على التحكم في السيارة، و يمكن لمريض السكري الاستعانة بالطبيب المختص لتحديد متى يجب عليه قياس نسبة الجلوكوز في الدم قبل قيادة سيارته و كم مرة يقيس نسبة الجلوكوز أثناء القيادة ومتى يتوقف.
مقياس ووجبات!
- على مريض السكري أن يحمل معه دائما مقياس السكري ووجبات خفيفة منوعة من ضمنها أغذية تعمل بسرعة على رفع سكر الدم، وعليه أن يتوقف فورا بمجرد الشعور بأي من أعراض السكري ويقيس نسبة جلوكوز الدم.
- أما إذا كان جلوكوز الدم منخفضا بالفعل فعلى المريض أن يتناول غذاء سكريا في الحال لرفع مستويات السكر في الدم بسرعة ومن أمثلة هذه الأغذية العصائر والصودا ذات السكر وليست الأنواع الدايت منها أو قرص من أقراص الجلوكوز، ثم ينتظر لمدة 15 دقيقة ويقيس نسبة جلوكوز الدم مرة أخرى, و عليه أن يكرر الأمر ثانية إذا اضطره الأمر لذلك، وبمجرد ارتفاع نسبة جلوكوز الدم إلى المعدل المرغوب عليه أن يتناول وجبة غذائية محتوية على البروتين، و لا ينصح له بمواصلة القيادة إلى أن يتحسن مستوى جلوكوز الدم و يستقر.
- وينتاب بعض مرضى السكر علامات انذار قبل حدوث الانخفاض الشديد في مستويات جلوكوز الدم، و مع ذلك فإذا هاجم المريض هبوط حاد في سكر الدم دون سابق إنذار فعليه أن يستشير الإخصائي في كيفية التدرب على تمييز حالات حدوث هبوط جلوكوز الدم في مراحله الأولى.
- كما تؤثر حالات ارتفاع مستويات جلوكوز الدم hyperglycemia كذلك في القدرة على قيادة السيارة في حالاتها الشديدة على وجه الخصوص وعلى من يعاني من حالات الارتفاع الشديد في مستويات جلوكوز الدم أن يستشير الإخصائي لتحديد النقطة التى تتأثر عندها القدرة على قيادة السيارة بارتفاع مستويات جلوكوز الدم و تدريبه على كيفية التغلب على مشكلاتها حتى يضمن السلامة عند قيادته للسيارة.
فحص العيون
- لمنع مشكلات الرؤية المرتبطة بمرض السكرى أثناء القيادة يتعين ضبط مستويات سكر الدم، والمحافظة على ضغط الدم معتدلا والعناية الجيدة بالعينين, ومن الأمور المهمة الفحص السنوى للعين تحت إشراف متخصص.
- إذا كان مريض السكري يعاني من مضاعفات المرض طويلة الأمد مثل تشوش الرؤية أو مشكلات في الإحساس أو بتر في أحد الأطراف، فعليه أن يلجأ لفريق طبي متخصص يحدد له متخصصا في تعليم القيادة لهؤلاء الذين يعانون من مثل هذه الحالات حيث يصاحب المريض ويجري له اختبارات يتعرف فيها على كيفية تصرفه في المواقف المختلفة على الطريق لمعرفة أثر السكري على القيادة من عدمه ومدى هذا التأثير، ويساعد مثل هذا المختص المريض على التدريب الجيد من أجل تحسين مهارات القيادة رغم مضاعفات السكري.
وعلى المريض ألا ينسى أن تحقيق السلامة المرورية أمر لا يخصه فحسب بل يخص كل من هم في صحبته وأن المرض هو السبب في تقليل كفاءة قيادته للسيارة وأن من الضروري استشارة الخبراء لإعادة تأهيله في مهمة القيادة بعد المعاناة من ظروف مرضية كمضاعفات السكري.