تتسابق شركات صناعة وتجارة السيارات من أجل جذب العملاء إليها. وتتعدد مجالات التنافس بين الشركات من أجل جذبهم، فمنها من يقدم خصومات في الثمن ومنها من يقدم فترات ضمان أطول. ليس هذا فحسب ولكن أيضا هناك شركات تعرض على المشترين زيادة فترات الضمان مقابل زيادة طفيفة في سعر شراء السيارة، ولكن يظل السؤال عن أهمية الحصول على شهادة ضمان للسيارة والتفاوض من أجل الحصول على أطول فترة ضمان ممكنة.
والحقيقة أن ضمان السيارة أمر شديد الأهمية لأنه يوفر لصاحبها فرصة الحصول على خدمات الصيانة والإصلاح إما مجانا أو بتكلفة مخفضة جدا. وغالبا ما تكون فترة الضمان لمدة ثلاث سنوات أو حتى استخدام السيارة لمسافة 160 ألف كيلومتر.
وتكمن أهمية شهادة الضمان في ارتفاع تكاليف عمليات الصيانة والإصلاح للسيارات وبخاصة الطرز الجديدة، حيث يمكن أن تصل تكلفة عمل (توضيب) للمحرك إلى عدة آلاف من الريالات. كما أن تغيير أو استبدال العديد من المكونات الأساسية في السيارة يكون باهظ التكلفة إذا لم تكن السيارة في فترة الضمان.
ولذلك قد يكون من الأفضل تمديد فترة الضمان وفقا للأنظمة التي تعرضها الشركات المنتجة عند بيع السيارة، ولكن مع التأكد من أن فترة الضمان الإضافية هي مع الشركة المنتجة وليس مع الموزع أو الوكيل حتى لا يواجه المشتري مشكلات في المستقبل عندما ترفض الشركات المنتجة الاعتراف بالفترة الإضافية.
يقول روبرت نيلسون مدير المبيعات في شركة كونتنينتال وارنتي الأمريكية التي تقدم شهادات ضمان إضافية لمشتري السيارات في السوق الأمريكية (العديد من الأشخاص يرفضون شراء فترات ضمان إضافية لأنهم يعتقدون أن موزعي السيارات يطلبون مقابلا كبيرا لبيع هذه الفترات، ولكن ما أن يدخل صاحب السيارة دوامة الإصلاح والصيانة والتردد على مراكز الصيانة ومتاجر قطع الغيار ودفع مبالغ كبيرة فسيدرك أنه أخطأ عندما رفض الحصول على فترة ضمان أطول).
في الوقت نفسه فإن اختيار فترة الضمان المناسبة يتوقف على خطة صاحب السيارة للاحتفاظ بها. فإذا كان المشتري على سبيل المثال لا يعتزم الاحتفاظ بالسيارة لفترة طويلة فيمكن أن يحصل المشتري على فترة ضمان لمدة عام واحد أو لمسافة 20 ألف كيلومتر مثلا.
وعند الحصول على شهادة ضمان يجب على المشتري أن يطرح مجموعة الأسئلة التالية:
هل يشمل الضمان نظام المكابح مانعة الانزلاق أو الكماليات الفارهة الأخرى في السيارة الجديدة؟
هل توجد قيود في حالة إرسال السيارة أثناء فترة الضمان إلى مركز الصيانة؟
هل يمكن التنازل عن شهادة الضمان أو نقلها لطرف ثان؟
هل توجد فترة انتظار قبل دخول شهادة الضمان حيز التطبيق؟
هل توجد شركة تأمين معتبرة تضمن شهادة الضمان؟
وتقول السيدة آمي كوك من ولاية أوريجون في موقع على الإنترنت إنها عندما حصلت على شهادة ضمان سيارتها لم تكن تتصور أنها ستحتاج إليها، ولكنها أدركت قيمتها عندما تعطل نظام ناقل الحركة في السيارة وكذلك جهاز تكييف الهواء في وقت واحد، واحتاجت إلى تغييرهما ولم تدفع شيئا في حين أن تكاليف استبدالهما كانت تصل إلى عدة آلاف من الدولارات.
ويوصي الخبراء دائما بضرورة الإدراك الجيد لشروط ونطاق شهادات الضمان حتى لا يسقط العميل في أخطاء تتيح للشركات الضامنة الهروب من التزاماتها مثل الاتجاه إلى مراكز صيانة غير معتمدة من أجل إصلاح عيوب بسيطة دون الرجوع إلى الشركة الضامنة الأمر الذي يمكن أن يكون إخلالا بشروط الضمان، كما يجب أن يحصل العميل على أفضل تغطية ممكنة لشهادة الضمان حيث تتفاوت خدمة الضمان التي تقدمها الشركات فبعضها يكون ضمانا شاملا لكل مكونات السيارة والبعض الآخر يغطي المكونات الأساسية فقط، والثالث يتحدث عن ضمان ضد عيوب الصناعة فقط والأفضل طبعا هو الحصول على الضمان الشامل حتى لو كانت تكلفته أعلى نسبيا.