نيقوسيا - (ا ف ب)
عندما نجح فرناندو الونسو في انتزاع لقب بطل العالم في فورمولا واحد للمرة الاولى في مسيرته عام 2005 تحت لواء فريق رينو، كان العنوان البارز يشير إلى ان الشاب الاسباني اليافع بات اصغر سائق متوج في رياضة الفئة الاولى منذ ولادتها منتصف القرن الماضي.
الا ان العنوان الأبرز تمثل في السؤال التالي: هل سينهي الونسو اسطورة الألماني ميكايل شوماخر بطل العالم سبع مرات وفي العام الماضي، تكرر السيناريو نفسه عندما احتفظ الونسو مع رينو أيضاً باللقب، غير ان السؤال الذي فرض نفسه طيلة جولات البطولة: هل سينجح الونسو في التخلص نهائيا من شوماخر؟
هذا ما حدث بالفعل رغم ان المهمة كانت صعبة للغاية خصوصاً ان (البارون الأحمر) كان قاب قوسين اوادنى من قلب الطاولة على الونسوفي نهاية بطولة 2006 لولا سوء الطالع الذي لازمه في الجولات الاخيرة منها.
شوماخر اعتزل، كان ذلك بلا شك يعد بتخفيف الضغط بعض الشيء عن الونسو، وهذا ما بدا عليه الوضع بعد الجولتين الافتتاحية (استراليا) والثانية (ماليزيا) من عمر بطولة 2007 عندما تصدر السائق الاسباني المنتقل من رينوإلى فريق ماكلارين مرسيدس الترتيب العام برصيد 18 نقطة، متقدما على (جبل الجليد) الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري (16 )، إلا أن شبح شوماخر، الذي قرر الاعتزال بنهاية 2006، ما لبث ان عاد لينغص على الونسوفترة الراحة القسرية، وهذه المرة من خلال زميله (المبتدئ) في الفريق الألماني - البريطاني، لويس هاميلتون الذي سجل انطلاقة صاروخية في موسمه الاول خلف مقود سيارة فورمولا واحد وبات يهدد الصفة والرقم واحد اللذين استحصل عليهما الونسوطبيعياً مطلع الموسم.
ومعظم الخبراء باتوا يراهنون اليوم على هاميلتون، ليس فقط لانتزاع بطولة العام الجاري، بل لخلافة شوماخر نفسه في السيطرة على مكامن رياضة الفئة الاولى في ما هو منظور من سنوات قادمة.
ولا شك في ان من شأن كل هذه الوقائع ان تسيء إلى صورة الونسو الذي بات يسدد بنفسه فاتورة تألق هاميلتون بعد تصدره الترتيب العام للبطولة بـ 58 نقطة ، الا ان الجماهير الاسبانية التي عشقت فورمولا واحد بفضل سائقها الشاب ما زالت تقف خلفه بكل قوة رغم ان فيليب ماسا مثلاً صرح في الآونة الاخيرة ان الخطر من ماكلا ين يكمن في هاميلتون وليس في الونسو الذي يرى بأنه لم يحقق النتائج المرجوة في السباقين الاخيرين وتحديداً في البحرين حيث حل خامساً وعلى أرضه في اسبانيا.