لماذا يسعى الشباب لامتلاك السيارات الفارهة؟ هذا هو السؤال الرئيس الذي دار في دواخلنا، للإجابة عليه وعن أسئلة على درجة من العلاقة معه استطلعنا عدداً من شبابنا أصحاب هذه النوعية من السيارات وتمحورت التساؤلات حول، لماذا يسعى الشاب عادة إلى امتلاك سيارة فاخرة، أي ما هي الدوافع لذلك وهل هي ضغوط اجتماعية يرضخ لها وإلا سوف يعاقبه المجتمع على الأقل بنظرات السخرية والاستهزاء، وهل هناك علاقة بالفعل بين شخصية مالك السيارة وسيارته، اختلفت الإجابات وإن كادت أن تصب في مجرى واحد، فتعالوا لنرى ماذا قالوا..

دلالات شخصية

شليويح القحطاني: السيارة أهم مقتنياتي وهي ليست شيئاً كمالياً لذا أحب أن تكون على مستوى الأهمية التي تمثلها لي، فأحرص على الدوام أن تكون فارهة وهذه بالنسبة لي مغنية من الناحية النفسية، أضف إلى ذلك أن السيارات الفارهة التي تنتمي إلى ماركات مشهورة هي سيارات يمكن الاعتماد عليها وخلافه، وأعتقد أن هناك علاقة واضحة بين السيارة والشخص الذي يركبها، فهي عادة تدل على أهميته ووضعه الاجتماعي المتميز، وأنا عن نفسي أحب اقتناء (الهمر) لأنها سيارة قوية وترمز لقوة شخصية صاحبها.

سلطة المجتمع

أما فهد القحطاني فقد قال: أحسست مؤخراً بأهمية أن أمتلك سيارة فارهة بحكم منصبي ووضعي في المجتمع في البداية لم أكن أعير الأمر اهتماماً لكن لاحظت أن سيارتي القديمة التي أستعملها لسنوات طويلة أصبحت موضع تندر بين أصدقائي وأهلي ومحيطي بصفة عامة، وهذا ما جعلني أؤمن أن المجتمع يستطيع أن يؤثر على كثير من أفكارك، والدليل على هذا أنني لم أستطع الصمود أمام المقارنات المستمرة بين وضعي المهني ونوع سيارتي فسارعت لتغييرها لأريح على الأقل نفسي من ذلك، وخاصة أنني قادر على امتلاك سيارة فارهة، وهكذا كان واقتنيت لكزيس جديدة وأصدقك القول أكاد أحس بالفرق الذي يتحدثون عنه لكنني خضعت لرغباتهم، من ناحيتي لا أربط بين السيارة وراكبها لكن أعتقد أن رأيي هذا ليس له أي أهمية في مواجهة آراء الاغلبية الساحقة التي تضع الشخص في منزلة معينة تؤهله لها سيارته فقط!!

قوانين يجب الخضوع لها

يضيف فارس العبدلي قائلاً: أوافق على بعض ما قال فيما يتعلق بأن المجتمع هو الذي أجبرنا على الاهتمام بالسيارات الفارهة، لكن مالا أوافقه فيه أن ليس هناك فرق كبير بين السيارات الفارهة وغيرها على الأقل من ناحية الراحة وبما أن المجتمع هو الذي أجبرنا كما قلت فإنه بالتالي كافأنا على الانقياد له والمكافأة تتمثل في نظرة الإعجاب التي ينظر بها إلى السيارة، وبالتالي إلى صاحبها، وهذا يحقق إشباعاً نفسياً جيداً، أما فيما يتعلق بالربط بين الشخص وسيارته فأعتقد بما أن هذه نظرة المجتمع فلابد أن نربط بين الشخص وسيارته إذ صار ذلك قانوناً يجب احترامه.

ليست حلماً

عبيد القحطاني يقول: لقد وجدت نفسي أمتلك سيارة فارهة دون أن أختار، فقد كانت هدية والدي لي عند دخولي الجامعة وأخرى عند تخرجي فلم أعرف غير هذا النوع من السيارات فلا أستطيع القول: إن المجتمع هو الذي دفعني إذ إنني لم أمارس حقوق الاختيار أصلاً، وهي على العموم لا تمثل لي أي إضافة على الصعيد النفسي لأنني اعتدت على هذا لنوع من السيارات.

بصراحة لم يخطر ببالي هذا السؤال من قبل، أما فيما يتعلق بالربط بين السيارة وصاحبها فكما قلت لك: إن مثل هذه الأسئلة لم تخطر ببالي أصلاً، أريد أن أكون أكثر وضوحاً، السيارة عمرها لم تكن محط اهتمامي ولم أر فيها تميزاً وقد يكون ذلك عائداً إلى أنني لم أحلم بها فقد وجدت أشهر أنواع السيارات لدي أبي وإخواني منذ صغري وتعلم أن المتوفر لا يكون حلماً بأية حال من الأحوال.

زهو

خالد الحربي وجدناه متكئاً على سيارته «الهمر» بكل زهو وكأنه كان ينتظر أسئلتنا فقد أجاب باندفاع: ببساطة أشعر بالتميز عندما أكون على سيارتي وهذا هو السبب الأساسي في اقتنائي هذه السيارة، ولا شك أن المجتمع هو الذي دفعني وغيري الكثير إلى ذلك، فهو يقدر ويحترم السيارة قبل صاحبها وقد شعرت بذلك كثيراً، وأنا شخصياً أعتبر السيارة من أهم المقاييس التي أعتمدها في تقييمي للناس.

لفت الأنظار

محمد العمري 23 سنة طالب جامعي: نعم أعمل على لفت الأنظار، دعونا نتحدث بصدق من منا لا يهمه لفت أنظار الآخرين، أشعر بمتعة كبيرة في ذلك، كثير من الشباب تكاد أعينهم تطير نحوي عندما أقابلهم في سيارتي على أحد الشوارع، فأنا مؤمن تماماً بالربط بين أهمية الشخص والسيارة التي يملكها ولا تسمع لمن يقول لك غير ذلك، وأحبذ اقتناء السيارات (السبور الحديثة).

لا للتفاخر

عبدالرحمن الشهري، موظف يقول: الأمر يختلف باختلاف الناحية العمرية مثلاً، فالناضجون في رأيي عندما يقتنون سيارة فخمة فإنهم ينظرون إليها من ناحية أنها يجب أن تناسب أوضاعهم فمن غير المقبول أن يركب مدير شركة كبرى سيارة لا تناسب هذا المستوى، هذا ما دفعني لاقتناء هذه السيارة وهذا أمر لا غبار عليه، إذا قصدت المناسبة المهنية والاجتماعية لفخامة السيارة لكن لا يتعدى ذلك إلى التظاهر والشكلية فالشباب مثلاً يتفق معي في هذا الأمر بصورة عامة لكن تبرز لديهم عقدة التفاخر والظهور، بمعنى أوضح يجب أن تناسب السيارة وضع الإنسان لكن دون أن يكون القصد مجرد المظهرية.

وأنا من هذا المنطلق لا أربط بين الشخص وسيارته لكن أربط بينه وبين أسباب اقتنائه لهذه السيارة، ومعذرة إن كنت قد أطلت عليكم.

أمر طبيعي

غانم السويد يقول: نحن شباب وفي بلد ميسور كل شيء يكاد يكون متوفراً دون عناء فلماذا لا تكون سياراتنا فارهة، إنه في اعتقادي أمر طبيعي جداً، أما غير الطبيعي فهو الحديث عن أن السيارة مجرد وسيلة وما إلى ذلك، وأراهن أن من يقولون ذلك هم أول من سيشتري سيارة فارهة في أول فرصة تتاح لهم، من كلامي يتضح رأي في الربط بين السيارة وصاحبها، ولا أعتقد أنني في حاجة لقوله، وقد ارتبط منذ فترة بالسيارات المرسيدس الحديثة، ولا أرضى لها بديلاً.

تناغم

خالد السرمذي يقول: أمتلك سيارة فارهة حتى لا أكون غريباً بين أقراني فإذا كانت سيارتي عادية فإنها ستكون كلمة شاذة بين سيارات أصدقائي الذين يمتلكون سيارات لا تقل عنها، فلكي يكون المحيط الذي تحيا به متناغماً لابد أن يكون المستوى الاجتماعي متقارباً، والسيارة من ضروريات وأسباب هذا التناغم، ولا شك أن هنالك علاقة وثيقة لا يمكن إنكارها بين الشخص وسيارته و قد حاولت مراراً أن أقود سيارة غير BMW ولم أستطع لأنها أصبحت مرتبطة بشخصيتي ووجاهتي.

أهمية

محمد الواقدي: هذه السيارة اختارها لي المجتمع بمعنى هو الذي جعلني أشعر بأهمية أن تكون سيارتي فارهة، وهذه الأهمية تنسحب على الشخص نفسه فكثير من الذين التقيهم يشعرونني بهذه الأهمية اعتماداً على سيارتي ولا أخفيك أنني اندمجت في الدور بل واستهواني جداً ويضيف (ضاحكاً) أنا الآن شخص مهم جداً، وسوف أزداد أهمية بعد أن أغير إلى سيارة أفخم من هذه، وأقتني (اللمبرجيني) وقديماً قالوا تقمش بخير القماش يحترمك الناس بلا اختيار.

خداع

بدر بن عبدالله يقول: لا شك أن للمجتمع دوراً في النظرة السائدة التي تجعلك تسعى إلى امتلاك سيارة فارهة، ولكن الذي أريد أن أركز عليه هذه النقطة المتعلقة بارتباط الشخص وأهميته بنوع السيارة، فهي العادة أنا لا أربط بين الاثنين لسبب بسيط وهو أنه بما أن الجميع استشعر أن هذا الربط أصبح قانوناً اجتماعياً فإنهم سعوا لامتلاك سيارات تدل على أهميتهم ولو على حساب أشياء أخرى، فأصبح الكثيرون يقتنونها بغض النظر عن أهميتهم من عدمها لذا فإنني لا أعير هذا الأمر اهتماماً.

تمثل شخصيتي

صقر الحسيني قال: إنها يجب أن تمثل شخصيتي خير تمثيل قمت بشراء هذه السيارة ففيها من الصفات والمميزات ما أحس أنه يتوافق مع طريقة تفكيري وأسلوبي في الحياة عامة، لذا فإنها تريحني من الناحية النفسية، ولا شك أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين السيارة وصاحبها خاصة من ناحية الشخصية والأسلوب الحياتي.

(تشخيص)

عبدالكريم الناصر: أسالك سؤالاً بسيطاً لماذا نهتم بالتشخيص والأناقة وعندما يتعلق الأمر بالسيارة نعتبره تظاهراً أعتبره يا أخي (تشخيصاً)، في اعتقادي أن السيارة تدل على صاحبها من نواح عدة على رأسها الذوق وحسن الاختيار، والمجتمع عندما يقيس أهمية الشخص بسيارته لا أعتقد أنه مخطئ فهذا أمر طبيعي.

أي أهمية؟

سالم النمري: اخترت هذه السيارة لأنني أحب الفخامة في كافة وجوهها ولا أعتقد أن للمجتمع أي دخل في ذلك، أما فيما يتعلق بأن السيارة دليل على أهمية الشخص، فلم أفهم المقصود بالأهمية ففي الأساس كل من يملك مالاً يمكن أن يشتري أي سيارة يريد فإذا كان المقصود بالأهمية امتلاك المال فنعم تدل على إمكانات صاحبها المادية، ولكن التحفظ الذي لدي في هذه النقطة أن هناك من يملك المال لكن في نظري لا تمييز بأي شيء يجعلني أصنفه ضمن قائمة المهمين.

بعضهم يحكم هكذا

إبراهيم المسند يقول: ماذنبي إذا كان بعضهم ينظر إلي من خلال سيارتي وأنا أحد هذا المجتمع لا أستطيع الفكاك من أسر قوانينه، لذا تجدني دائماً أهتم بأن تكون سيارتي على درجة من الفخامة تماشياً مع ذلك، وأعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين الشخص والسيارة.

عقد

علي النعيمي رغم أنه يملك سيارة فاخرة إلا أنه يقول ليس للمجتمع دخل في ذلك أنا اشتريت هذه السيارة لأنها أعجبتني ولا أعتقد أنني يمكن أن أنساق وراء المجمتع في هذه الأشياء التي أعتبرها شخصية جداً، وليس لأحد فيها أي دخل، أما إذا كان المجتمع يرى العلاقة بين السيارة وصاحبها أو بالأصح ينزل الشخص منزلة سيارته فهذه نظرة قاصرة تدل على ضحالة وعدم التقدير المناسب للأمور، بل إنها عقد وأكاذيب كذبناها وصدقناها.

لسنا ماركات

عبد الإله بكر : هذه سيارتي التي اقتنيتها لأنها ناسبتني من حيث إعجابي بها ومن حيث مناسبة سعرها، أما رأي الناس فيها فهذا لا يعنيني مطلقاً، أما فيما يتعلق بتصنيف الناس حسب سياراتهم فأقول لسنا ماركات حتى يصنفنا الناس حسب سياراتنا، أرفض هذا النوع من التقييم مطلقاً.