|
عشرون عاماً حافلة بالإنجاز والعطاء
اللواء الدكتور/ علي بن حسين الحارثي
مدير عام السجون
|
تقاس حضارة الأمم والشعوب بإنجازاتها ووعيها ورقيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وما رفاهية الشعوب إلا نتاج تلك الإنجازات، وفي الغالب والأعم يكون وراء هذه التداعيات الحضارية رجال عظماء وهمم عالية ليست في متناول الجميع أو في متناول كل من تسلم مقاليد القيادة إذا لم يكن هو أهل لها، ولكنها في مراميها السامية تنقاد لرجالها الذين يملكون أهليتها وزمام لجامها، هذا هو أبو فيصل (خادم الحرمين الشريفين) يقود سفينة الرقي والتقدم والازدهار ويحقق الآمال والطموحات، ويجسد الأمن والاستقرار، ويحمل هم شعبه والعرب والمسلمين، ويجابه كوادر الأيام ومحاور الصراع بالحكمة والشجاعة، حتى جعل من المملكة العربية السعودية مناراً لمن يريد الزهو والافتخار ومكانا لمن يريد الأمن والاستقرار وموطنا لمن يريد ان يرقى سلم التنافس الشريف ويحقق الذات والمواطنة الصالحة،
ليسمح لي خادم الحرمين الشريفين ان استعير لذاته وصفاته ومناقبه قول الشاعر:
أتتك القيادة منقادة إليك تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا لك ولم تك تصلح إلا لها
وليس بوسعي في هذا المقام ولا بوسع الكثيرين ان نعدد مفاخر هذه الذات القيادية الإنسانية في مجالات انجازية قيادية، ولا أن يكتب تاريخ انسان عاش حياته قائداً حكيماً متفرداً، ولابوسعنا إحصاء إنجازاته ا لكبيرة، أقول الكبيرة التي لايطالها إلا أصحاب الهمم الرفيعة والعظيمة، فضلا عن تلك الإنجازات التي تلامس مشاعر الحياة اليومية وديناميكية العطاء الماقبل والحاضر والمابعد، وإنما بوسعنا ان نعبر عن روح الانجاز لا عن ذاته، عن تتابع العطاء لا عن حجمه، عن تكامل الانجاز وبعده الزماني والمكاني لا عن مظهره وزينته، نعبر عن ذات (الفهد) التي التصقت بها تلك العجائب والإبداعات ويكفي ان يتنازل عن مصطلح الهيبة والسلطان (الملك) إلى مصطلح الفعل والحقيقة والتواضع (خادم الحرمين الشريفين)، الإنسان المؤمن القوي يسعى ويكد في الحياة من أجل الحقيقة والخير والجمال وخادم الحرمين الشريفين خدم الحرمين حقيقة وسعى لفعل الخير حقيقة حتى حقق جمال الحقيقة وجمال الخير في وطنه ولشعبه وللعرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، عشرون عاما منذ ان تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، لكنها أعوام متناهية في البعد الضوئي والزمني بالنسبة للإنجازات، فمن الاستقرار السياسي عبر المؤسسات الدستورية، إلى النمو الاقتصادي العالمي، إلى النمو الاجتماعي الفاخر إلى الاستقرار الأمني الباهر، وما في دواخلها من إنجازات صحراوية خضراء، صحراوية في اتساعها وتحدياتها، خضراء في ثمارها ونضجها ونضارتها،
إننا نعيش فرحة نادرة ونحن نحتفل بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين زمام الأمور ومقاليد الحكم في البلاد لما تحقق لهذا الوطن وأبنائه من انجازات كبيرة، يأتي في مقدمتها الإنسان وحفظ حقوقه وكرامته في ظل تحكيم شريعة الله الخالدة التي لايعتريها الباطل،
ان ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار لهو الفخر والاعتزاز لكل مواطن ومسؤول، وكوني اركز على هذه الجزئية فإنما يأتي ذلك من أهمية الأمن في تنامي التنمية ورفاهية المجتمع وازدهار الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأيضاً كوني مواطنا ورجل أمن أمارس تطبيق وتنفيذ أنظمة هذه البلاد، ودستور الشريعة الإسلامية المتسمة بالسماحة والعدالة والمساواة في أحكامها وتعاملها، وحينما نتحدث عن جزئية من المنظومة الأمنية إلا وهي السجون فإنما هو تداعي الحديث عن الملك الإنسان الذي اهتم بإنسان هذا الوطن، وبالذات فئاته الخاصة من المساجين والمعوقين وغيرهم في يوم الذكرى العشرين لتوليه زمام الحكم واهتمامه حفظه الله بهذه الفئة اهتماماً بالغاً، فمكرمته بالعفو عن المساجين في الحق العام في رمضان فريدة عالمية ولم نجد لها نظيرا، لأنه يعرف مايتحقق للأسر من لمّ الشمل وفرحة اللقاء في شهر الغفران وعيده المجيد، ومكرمته بخفض نصف المحكومية لمن حفظ القرآن فريدة أيضاً في نوعها وليس لها مثيل، فضلاً عن اهتمامه بالرعاية والاصلاح والتدريب والتأهيل والتعليم، نجد ذلك ماثلاً في كل مايوجهنا به سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو المساعد للشؤون الأمنية كأهداف استراتيجية لحكومة خادم الحرمين الشريفين فلتهنأ ياوطني بقيادة فهد بن عبدالعزيز وسنده وعضده الأيمن ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني واخوانه واعوانه ومواطنيه الكرماء، أدام الله لك الصحة والعافية لتظل قائداً حكيماً لهذا الوطن الغالي ولك الف تحية،
|
|
|