إبراهيم بن سعد الماجد
قبل عدة أيام قمتُ وبدعوة من الرئيس التنفيذي لقطاع وسط الرياض بأمانة المنطقة بزيارة القطاع والالتقاء بالمهندسين والمهندسات الذين يعملون للتمكين وحسب رؤية واضحة كما ذكر لي رئيس القطاع م. خالد الرويشد.
وجاء في العرض المرئي الذي تم استعراضه خلال الزيارة: (شهدت الرياض نموًا استثنائيًا، حيث تضاعف عدد سكانها من 400 ألف في عام 1977م إلى 7.5 مليون نسمة في عام 2025، واتسعت مساحتها من ألف كيلومتر مربع في عام 2001م إلى 4000 كيلومتر مربع في عام 2024.
من هنا جاء برنامج تحول الرياض البلدي، هادفًا إلى رفع كفاءة التشغيل وتحسين الخدمات البلدية المباشرة وغير المباشرة وتعزيز تجربة المستفيدين والمشاركة المجتمعية لمواكبة التحول الكبير الذي حدث ويحدث في مدينة الرياض).
هذه القفزة في عدد السكان والتي ما زالت مستمرة، حتّم على أمانة المنطقة أن تعمل بشكل مختلف بأن تجعل الخدمات في متناول الجميع، والإشراف المباشر قريب من تلك التجمعات، بما يحقق خدمات نوعية للسكان.
قلت خلال الزيارة أن الشيء المهم في وجود تلك التجمعات مشاركتها المجتمعية للسكان، بشكل محبب لهم، وقريب من تطلعاتهم، مشيراً إلى أهمية أن يكون للأخوة المقيمين بيننا مشاركة في أيامنا وأعيادنا، ليشعروا بأنهم بيننا أخوة وأصدقاء، وينقلوا لمجتمعاتهم (خاصة غير العرب وغير المسلمين) جمال حياتنا وسماحة ديننا، ورقي تعاملنا.
فكرة التحول:
يهدف إلى مواكبة النمو المتسارع والتطور النوعي الذي تشهده العاصمة - بفضل الله ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله - ، ويأتي هذا البرنامج تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة واستجابةً لحاجة المدينة ومواكبة تطلعاتها بما يليق بمكانتها العالمية ورفع مستوى التفاعل والاستعداد لتقديم خدمات تتناسب مع حجم المشاريع القائمة والمستقبلية، والأحداث العالمية التي تحتضنها الرياض وتنوي إقامتها خلال السنوات القادمة.
وانطلاقًا من هذه الطموح عملت الأمانة على برنامج تحوّل الرياض البلدي، والذي يتمحور حول تحسين كفاءة تشغيل المدينة ورفع جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين ومواءمتها مع احتياجات السكان وخصوصية كل نطاق جغرافي في مدينة الرياض، وذلك من خلال تحويل جميع البلديات الفرعية في مدينة الرياض والبالغ عددها (16) بلدية إلى (5) قطاعات ممكّنة تتولى تقديم خدمات الأمانة المباشرة وغير المباشرة في نطاق معين داخل المدينة، كما يتضمن البرنامج استحداث كيانات جديدة تحت مسمى مكاتب «مدينتي» والتي تهدف إلى التفاعل مع السكان والقرب منهم وتعزيز تجربتهم مع الأمانة عبر تقديم خدمة العملاء وتنفيذ أنشطة المشاركة المجتمعية.
ويأتي هذا البرنامج انعكاسا للتموضع الإستراتيجي القائم على مفهوم (اللامركزية) الذي تبنته الامانة وذلك بإعادة تعريف منظومة الأمانة الداخلية لتتكون بشكل أساسي من ثلاثة مستويات تنظيمية، بدءاً بالمستوى الإستراتيجي والإشرافي والذي يتمثل بوكالات الأعمال في الأمانة، ثم المستوى التشغيلي متمثلاً بقطاعات الأمانة التي تشرف على تشغيل نطاقات جغرافية محددة بالمدينة، وينتهي هذا التموضع بالمستوى التمثيلي والذي يتجسد في مكاتب «مدينتي» التي تمثل نقطة التفاعل الأولى مع المستفيدين لتقديم خدمات تجربة العميل والمشاركة المجتمعية.
وشمل برنامج «تحول الرياض البلدي» عددا من المسارات التي عملت عليها الامانة، بدءاً من مسارات التصميم والتنفيذ بالإضافة إلى تطوير الممكنات التنظيمية والتقنية والبشرية وتحسين بيئة العمل لضمان التطبيق الفعال والمستدام وتحقيق النتائج المرجوة لهذا البرنامج.
وأكدت الأمانة أن هذا البرنامج يمثل نقطة تحول جوهرية في منظومة العمل البلدي في مدينة الرياض والتي تسهم في تحسين جودة الحياة ومراعاة احتياجات كل حي وتحقيق استجابة فعّالة وسريعة، وإتاحة مشاركة مجتمعية نشطة تسهم في بناء مجتمع حضري متفاعل ومتكامل وصولا إلى تحقيق أعلى درجات الرضا لسكان وزوار مدينة الرياض. ويعد «تحول الرياض البلدي» أحد أهم برامج إستراتيجية أمانة منطقة الرياض.
وفي هذه الزيارة قمنا والإخوة والأخوات بزيارة مكتب - مدينتي - في حي المعذر شرح لنا مدير المكتب الدكتور بندر الكريديس وزملاؤه وزميلاته ما يقوم به المكتب من خدمات، وسرني ما شاهده من سلاسة في الأداء وراحة كبيرة للمراجعين.
طرحت خلال الزيارة عدد من المقترحات، وتم تدوينها مما يدل على انفتاح الإخوة والأخوات على المجتمع وحرصهم على التواصل بما يخدم العمل البلدي.
أشكر سمو الأمين الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف على حرصه على اطلاعنا على ما تقوم به الأمانة من جهود لخدمة سكان مدينتنا الغالية، وحرصه وفريق عمله على الاستماع إلى الآراء والمقترحات من كل مواطن ومقيم.