د.عبدالعزيز الجار الله
تتجه الأنظار في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ إعلان رؤية السعودية 2030، وهذا يعود لأن (3) مشاريع ضخمة من أصل (5) من المشاريع الكبري هي في مدينة الرياض: القدية، والدرعية، وروشن العقاري. وستحتضن الرياض معرض أكسبو 2030، كذلك سيقام على أرضها 60 % من مباريات كأس العالم 2034، وعلى استاد الملك سلمان سيقام الافتتاح والنهائي، كما تستضيف الرياض معظم المنتديات والمؤتمرات والمعارض العالمية والتي مقرر أن تصل لها المملكة عام 2030 إلى (40) ألف استضافة عالمية، بحيث تغطي الرياض أكثر الاستضافات.
كما أن الرياض أصبحت أنموذجا للتنمية والعمارة الحديثة، وتسعى حثيثة لتكون الأبرز بين المدن العالمية والذكية والمستدامة، فهي الآن العاصمة الاقتصادية بين مدن العالم، وهذا يجعلها في السنوات العشر الأخيرة تسارع الخطى لتحقيق نجاحات عمرانية ابتكارية وذكية وتمدد في المساحات السكانية لزيادة أعداد السكان حتى تصل (10-15) مليون نسمة.
لذا، فهي هذه الأيام تستضيف أعمال المجلس العالمي الحادي والستين لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP) في العاصمة الرياض الاثنين 1 ديسمبر، ممثلة بأمانة منطقة الرياض، وبالشراكة مع الجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم، خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025، تحت شعار: «المدن والمناطق في حراك: مسارات التخطيط نحو الصمود وجودة الحياة».
برنامج المجلس يتضمن جلسات عامة بمشاركة وزراء ورؤساء بلديات وقادة منظمات عالمية، إلى جانب ورش عمل تفاعلية تجمع كبار المخططين والمهندسين والخبراء الدوليين، وصفوف رئيسة متخصصة، وجولات ميدانية في مواقع عمرانية داخل مدينة الرياض تُبرز التحولات الكبرى التي تشهدها العاصمة في مجالات التصميم الحضري، وإدارة النمو السكاني، وتطوير الفضاءات العامة، والإسكان، والنقل، والبنية التحتية.
وهنا تأتي أهمية الرياض كمدينة شاملة جعلت من نفسها تطبيقا للمدن الحديثة التي ليس لها محددات طبوغرافية سلبية تقسمها أو تعيق امتداداتها مثل بعض الأنهر أو السواحل التي تفرض عليها العمران الطولي على طول الساحل، أو الجبال العالية التي تخفي معالم المدينة، أو الاودية ذات الصدوع التي تشوه جمالية المدن. فالرياض استثمرت سلسلة جبال طويق لتطوع الجبال عمرانيا بحيث تكون ضلعا غربيا متكأ للمدينة تقام عليه معظم مشروعات رؤية 2030 منها : القدية والدرعية والمربع الجديد، ومدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية.
يبحث المجلس هذا العام طيفًا واسعًا من القضايا الحضرية، من بينها:
المرونة المناخية، والتحول الرقمي، والحوكمة الشاملة، والعدالة الحضرية، وجودة الحياة، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالتوسع السكاني، وإدارة الموارد الطبيعية، وتطوير البنى التحتية الحيوية، وتبني نماذج مبتكرة للتخطيط القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، واستشراف مسارات أكثر استدامة للتنمية الحضرية.