عبدالله سعد الغانم
قصيدةُ رثاءٍ وعزاءٍ في أحد طلابي النجباء «حمد بن عبدالعزيز بن ناصر المناع» الذي وافته المنية يوم السبت 24-5-1447هـ رحمه الله رحمةً واسعة:
رحلتَ عنَّا إلى الرحمنِ يا حمدُ
فزارنا الهمُّ والأحزانُ والكَمَدُ
رحلتَ عنَّا وكان الأنسُ يصحبنا
في قاعةِ الدرسِ أنت الطالبُ الغَردُ
كنتَ الحريصَ على علمٍ وذا أدبٍ
وفيك لطفٌ وفيك الخيرُ والرَشَدُ
كنتَ المحاورَ تسمو في مناقشةٍ
فيك النبوغُ ومنك العقلُ يتَّقِدُ
رحابةُ الصدرِ أغرتني أُشاكسُهُ
وإنَّهُ واثقٌ وإنَّهُ الأسدُ
هدوؤهُ ساحرٌ والثغرُ مُبتسمٌ
يحكي نقاءً وفيه الطُهْرُ ينعقدُ
كان المسابقَ في الإبداعِ شاركنا
إذاعةً وهو في الإحسانِ مجتهدُ
في وجهِ راحلنا سماحةٌ ظهرت
صلاحُهُ قد رواهُ الناسُ والبلدُ
جاء الحشودُ بهم قد غصَّ جامعُنا
أحبابُ راحلنا مع الوفا وفدوا
جادوا دعاءً وللمولى قد ابتهلوا
فاهنأْ بفضلٍ من الرحمنِ يا حمدُ
عسى الدعاءُ إلهُ العرش يقبلُهُ
حتى تعيشَ بجنَّاتٍ هي الرَغَدُ
أيا ذوي حمدٍ صبرًا ليأجرَكم
ربي هو الراحمُ المنانُ والسندُ
هذا قضاءٌ إلهُ الكونِ قدَّرهُ
يفوز بالأجرِ مَنْ للهِ قد حَمِدوا
للحمدِ بيتٌ سيُبنى عند خالقنا
في جنة العَدْنِ كونوا خيرَ مَنْ يفدُ
يا ربِّ ثبِّتْ ذوي المحبوبِ راحلِنا
ولتجزلِ الأجرَ أنت الواحدُ الصمدُ