م. بدر بن ناصر الحمدان
الراصد لجائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن التي تحتضنها جامعة الملك سعود ممثَّلةً في كلية العمارة والتخطيط منذ مايو 2017م التي تهدف إلى تعزيز البعد الإنساني في المدن كنتاج لمبادرة سموه إبان عمله أميناً لمنطقة الرياض العاصمة التي أصبحت من المدن السبَّاقة والرائدة في مجال أنسنة المدن وبرامجها، يعي حتماً ما تمثله هذه الجائزة من رافد رئيس في رحلة تحوّل المدن السعودية نحو تعزيز أهمية الإنسان في منهجية تخطيطها وإدارتها وتشغيلها.
المُثير واللافت في الأمر حجم التفاعل والاهتمام الكبير الذي تلقاه هذه الجائزة من لدن المهتمين والمتخصصين والأكاديميين والممارسين في حقل العمارة والتخطيط وإدارة المدن منذ وقت مبكر، أعتقد أن ذلك راجع لكونها مبادرة ولدت من رحم تجربة عملية على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنها استطاعت وخلال فترة وجيزة أن تقدم نفسها كمرجع ثري لمرحلة علمية وعملية، وتؤسس إلى فكر أكثر تركيزاً على فهم المكان الذي يعيش فيه الناس.
لا أدري إن كان من حقي كراصد لحالة تحوّل المدن السعودية أن أعبر عن رأيي تجاه مستقبل الجائزة الذي أجزم أن كثيراً من الآمال والطموحات ستعقد عليها لتلبية حاجة مسيري المدن لذراع إنساني توجيهي يؤطر لمبادراتهم ومشاريعهم تجاه مدنهم، ويلبي شغف الكثيرين من ذوي الاختصاص، وهذا من شأنه التخطيط مبكراً لتحوّل الجائزة إلى مركز متخصص يُعنى بأنسنة المدن على المدى المتوسط أو البعيد، ليشمل العمل البحثي والمعرفي وبناء القدرات، فنحن أمام فرصة دافعها ثقة وإيمان الناس بمن يقف خلف هذه الجائزة التي تفوقت كمبادرة -استثنائية- وغير مسبوقة في حقل المدن.