إيمان الدبيّان
ازداد العالم اتساعا، وسهل اتصالا، وتيسر أخبارا، وأصبحنا نسمع عن كل أمر سياسي وديني وعلمي واجتماعي محلي ودولي قريب وبعيد قديم أو جديد صحيح ومكذوب، فلا تصدق وإن اطلعت على شيء مضلل لا تنشر، واجعل مبدأك نشر النافع وترك الضار.
كثرت الشائعات والأخبار الكاذبة والمفسدات التي تستهدف شخصا لذاته أو طنا بكيانه حسدا وحقدا وعدوانا وظلما وبحكم التقنية العالمية والبرامج الذكية الاصطناعية.
استسهل المغرضون بث سمومهم عبر مواقع التواصل الاجتماعية ووصلت لسعاتهم كل الحسابات العامة والشخصية؛ ولكن يجب أن تكون هناك حماية فكرية ذاتية لكل ما يصلنا بلا بحث عنه ويقع تحت عيننا بلا نظر إليه؛ لذا لا نصدق ما ينشر و بالحقد صاحبه يفجر ولا ننشر حتى وإن كنا مقتنعين بكذب المحتوى وضلال الهوى؛ وإنما ننشره من باب الحديث والتسامر والقول عما هو مختلق وصائر.
الحصانة الفكرية قيمة إسلامية أكدها ديننا في كتابنا الكريم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) إنه من الجهالة أن نصدق بلا تبين وأن نقتنع بلا تعين، ثم ما الفائدة التي نجنيها من تداول صور ومقاطع مكذوبة عن الوطن أو أحد رموزه السياسية أو العلمية أو الدينية أو الاقتصادية، ماذا سأجني وبأي مبرر سأجيب ربي.
إن المساهمة في نشر ما يبثه المغرضين يجعلنا من المذنبين والجاهلين والفارغين من المحتوى النافع والحق اللامع.
قد لا نملك أدوات الدفاع والنفح عما ينشر ويذاع ولكننا نملك قوة صد عظمى وأداة إخماد كبرى بتجاهلنا وتجاوزنا عما نرى ونسمع من أكاذيب مختلقة وإساءات مفتعلة حين نغلق نوافذ أذاننا، ونخيط بخيوط الذهب صمت أفواهنا وننشر عبق الورد فواحا عن محاسن وطننا ورموز دولتنا.
الحصانة الفكرية مطلب لا يتحقق إلا من الفرد أولاً والأسرة ثانية فتصبح قيمة دينية وحضارة اجتماعية شعارها (فتبينوا) وللفتن لا تنشروا.