فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود
ما شاء الله والحمد لله أن مكَّن وطننا الغالي برسالته إلى العالمين أن يجمع ولا يفرق، يعطي ويشجع ويعين. وما نراه اليوم في هذه الدورة التي عاصرت مولدها عام 2005م عند اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية وفي أرض الحرمين الشريفين، لخير دليل على مسيرة الخير والعطاء الدائم ورعاية صادقة بتشجيع ودعم ما يخدم شباب الوطن والأمة.
الرياضة إحدى أهم مجالات الاستثمار، والقوة الناعمة في رسالتها والصلبة في تأثيرها المستدام. نعم، تأثيرها على المستوى الشخصي والجماعي، وعلى المستوى الوطني والعالمي. ونحن هنا في الوطن الغالي لنا الكثير من المبادرات والدعم الكبير من حكومتنا الرشيدة، وقيادتنا - أعزها المولى - خصوصاً الاستثمار في الشباب بروح إستراتيجية ورؤية 2030.
أعود سبحان الله (للشميسي) كما عدت في مقالي الذي نشرته جزيرتنا الحبيبة يوم الثلاثاء 11-11-2025م عن (متحف الإسلام والسلام) بالشميسي، فمشروع (المدينة المتكاملة) هو طرح لمشروع مستدام، كامل الأركان بكمال رسالته ومكانه ومكانته.
أما الركن الثالث في (الشميسي) فهو مجمعات المدينة الرياضية، مدينة على أعلى المستويات التدريبية والحاضنات التطويرية وإقامة أكبر البطولات في المجالات الرياضية المختلفة.
مكة المكرمة ومكانتها في قلوب المسلمين، البلد الأمين، وأمانة قياداتنا الرشيدة بشرف خدمة الحرمين الشريفين، تؤهلنا لنقدم ونبتكر ونعزز مكانتنا في خدمة أمتنا الإسلامية وشبابها، فالرياضة عنوان للتطور، وهي صناعة لها عوائد وفوائد مجدية.
منطقة الشميسي موقع فريد يحمل ميزة نسبية وفريدة، نسبية بين جدة ومكة ومنطقة (المقرح) مملوكة للدولة منطقة واسعة وسهلة ولم تطور بعد، وفريدة؛ حيث يقع على حدود مكة المكرمة ليستقبل المسلم وغير المسلم، إضافة إلى أنه ليس بعيداً من ساحل البحر الأحمر.
قدمت (مجموعة الأغر) دراستها عن مدينة الشباب الرياضية تماشياً مع اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2005م، وإكمالاً لمفهوم (المدينة المتكاملة) لبناء ثروة مستدامة، أساسها الاستثمار في الإنسان.
كان المحفز لهذا الطرح هو النتائج التي يحققها رياضيو عالمنا الإسلامي في الرياضات المختلفة بالمنافسات العالمية خصوصاً الأولمبية؛ حيث لم يتعد محصولنا إلى الآن ما مجموعه 148 ميدالية إلى عام 2024م كما تقول الإحصاءات.
الهدف كان الاستثمار في موقع فريد يدعو بنفسه شباب أمتنا لتطوير قدراتهم وبناء ذاتهم، فـ»الجسم السليم في العقل السليم»، رسالة توعية وتذكير إنسانية. مدينة رياضية عالمية بملاعب على أعلى مستوى، ومراكز تدريب وتأهيل أكثر تطوراً من قريناتها يكون الموقع مجهزاً بمقرات سكن شبابية وفنادق عالمية.
ما تحقق في هذه الدورة السادسة لألعاب التضامن الإسلامي، وما نراه من مستوى في الحضور والتنظيم الذي أبهرنا، يثبت الحاجة إلى أن نرتقي بمستوى رياضيينا إلى المصاف العالمية، يدعونا إلى الأمل في قياداتنا الرياضية للنظر لمثل هذا المشروع الذي مضى عليه ما يقارب العشرين سنة بتطويره آملين بثقة – إن شاء الله - أن يتحقق ويصبح واقعاً نفخر به، وينضم للإنجازات الكبيرة لقيادتنا الرشيدة.
والله من وراء القصد، يعلم سبحانه ما نسر وما نعلن.