د.عبدالعزيز الجار الله
شكَّل خليج العقبة السعودي ذراعاً اقتصادية استثمارية بطول شواطئه التي تبلغ (180) كيلومتراً من مضيق ثيران جنوباً إلى شمال خليج العقبة، وعرضه (33) كم، وشكَّل مع قناة السويس المصرية والبحر الأحمر رابطاً اقتصادياً مع قارة أوروبا في جنوب وشرقي أوروبا وبخاصة مع إيطاليا مفتاح الدول الكبرى فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
تحول خليج العقبة في رؤية السعودية 2030 إلى وجهة اقتصادية وسياحية ومشروعات استثمارية ضخمة أقيمت عليها مع شمال البحر الأحمر مشروعين من المشاريع الخمس الكبرى برؤية 2030 هما: مشروع نيوم، ومشروع شركة البحر الأحمر الدولية . ويكاد يكون هذا الساحل من جنوب أملج إلى شمال حقل عند الحدود السعودية الأردنية والذي أُقيمت عليها مدن سياحية وصناعية وتجارية، وأيضاً نيوم وشركة البحر الأحمر وخليج العقبة وقناة السويس رابطاً تجارياً وحضارياً مع أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط وبخاصة دول بلاد الشام وتركيا.
هذه المعطيات هي في واقعها مؤشرات إلى تحول الرياض إلى عاصمة المنتديات والمؤتمرات العالمية لأنها الثقل الاقتصادي بين مدن العالم التي أثبتت أنها أي الرياض خلال العشر السنوات زمن الرؤية تقود قوى الاستثمار في الشرق الأوسط لتصبح الأنموذج الجديد للتنمية، ومن هذه المنطلقات نظَّمت وزارة الاستثمار، الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، منتدى الاستثمار والأعمال السعودي - الإيطالي في الرياض، بالشراكة مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية إيطاليا والوكالة الإيطالية للتجارة، وبمشاركة أكثر من 1500 مشارك و600 شركة إيطالية.
عقد المنتدى برئاسة معالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاجاني، إلى جانب عدد من المسؤولين والمستثمرين وممثلي القطاع الخاص من الجانبين، وذلك امتدادًا لسلسلة من اللقاءات الاستثمارية بين البلدين، ومنها اللقاء الأخير في محافظة العلا. وفي اليوم الأول شهد المنتدى:
- توقيع 22 اتفاقية استثمارية بين جهات سعودية وإيطالية، في قطاعات متنوعة شملت: الاتصالات، وتقنية المعلومات، والاستيراد والتصدير، والسياحة، والرعاية الصحية، والزراعة، والمياه، والثقافة، والرياضة.
- شهدت الاستثمارات الإيطالية في المملكة ارتفاعًا بنسبة 15 % خلال عام 2024، لتصل إلى 6.3 مليارات ريال، مع نمو ملحوظ في قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والرعاية الصحية، والنقل، والتقنيات الرقمية، والصناعات المتقدمة. كما ارتفع عدد التراخيص الممنوحة للشركات الإيطالية بنسبة 91 % خلال العام نفسه.
- وقال وزير الاستثمار خالد الفالح في كلمته خلال افتتاح المنتدى: تم افتتاح معرض «Salon del Mobile» الإيطالي لأول مرة في الرياض.
- متانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيطاليا، والتي تمتد لأكثر من 9 عقود، انعكس في المشاركة الكبيرة في أعمال المنتدى التي تجاوزت 1600 مشارك من القطاع الخاص، بينهم أكثر من 800 من الجانب الإيطالي.
- إيطاليا «تحتل مكانة خاصة في تاريخ الدبلوماسية السعودية»؛ إذ كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية مع المملكة في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي.
- اعتزاز المملكة بتأكيد مشاركة إيطاليا في إكسبو 2030 الرياض، وذلك استجابة لدعوة شخصية من ولي العهد لرئيسة الوزراء الإيطالية.
- اجتماع الطاولة المستديرة للاستثمار الذي عُقد على هامش قمة العلا، والذي جمع الوزراء وكبار رجال الأعمال من البلدين، وأسفر عن توقيع 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم تجاوزت قيمتها 10 مليارات دولار في مجالات مثل الطيران والطاقة النظيفة والتقنيات الصناعية والبنية التحتية والتصميم الهندسي والعقود الإنشائية.
- قطاع الطاقة يمثّل أحد أبرز مجالات التعاون، حيث تعمل شركات سعودية وإيطالية في مجالات تشمل النفط والغاز والهيدروجين النظيف والطاقة المتجددة وشبكات الطاقة والاقتصاد الدائري للكربون. وتشارك في هذه الجهود شركات مثل إيني، إينيل، سايبم من الجانب الإيطالي، إلى جانب أرامكو، سابك، أكوا باور، الفنار من الجانب السعودي.
- الخبرة الإيطالية تسهم بفاعلية في دعم الإستراتيجيات الوطنية للمملكة، من خلال اتفاقيات مع شركات مثل ليوناردو، فنكانتيري، إلكترونيكا، بما يشمل الدفاع والفضاء والقدرات السيبرانية.
- المملكة أصبحت وجهة عالمية جديدة للسياحة بفضل مشاريع مثل العلا والدرعية والبحر الأحمر ومنتزه الملك سلمان، وأن التعاون السعودي- الإيطالي حاضر بقوة، مثل مشروع «قطار حلم الصحراء» الذي تنفذه مجموعة Arsenale الإيطالية.