خالد بن عبدالرحمن الذييب
تحدثت في مقال سابق عن مؤشرات ازدهار المدن City Prospirty Index (CPI) الصادر من برنامج الأمم المتحدة UN-Habitat وعلاقته بالمدن المتوسطة، ومع ذلك فإن المؤشرات العالمية والتي تقيس مستوى تطور المدن متنوعة، ولعل أبرزها أربعة مؤشرات أخرى بالإضافة إلى الـCPI ، ومنها مؤشر Global Power City Index (GPCI)، والذي يصدر من مؤسسة موري اليابانية، وهي مؤسسة عقارية أسسها المطور العقاري الياباني مينور موري عام 1999م، بينما المؤشر بدأ عام 2008م، وبخلاف CPI فإن مؤشر GPCI لا يعطي اهتماً كافيا لمعايير جودة الحياة الفردية بقدر ما يهتم أكثر بالجاذبية الدولية والقدرة التنافسية مركزاً على48 مدينة رئيسية، لذلك قد نرى أن سكان هذه المدن لا يشعرون بإنهم يعيشون داخل مدينة بقدر ما كأنهم يعيشون داخل آلة لتوليد اقتصاد أكبر، فهذه النوعية من المدن قد تكون ذات اقتصاد قوي، وتنافسية عالية، وملائمة للزيارة والسياحة والسكن المؤقت، ومناسبة لاقتصاد الدولة بشكل عام، إلا أن ساكنيها يعانون تحديات كبيرة من ناحية المعيشة اقتصادياً واجتماعياً.
بينما مؤشر المدن الذكية Smart City Index (SCI) والذي يصدر من المعهد الدولي للتنمية Interantionl Institue for Management Development (IMD) في مدينة لوزان السويسرية يركز بشكل أكبر على التكنولوجيا، وقد يكون ذلك على حساب التنمية الحضرية وجودة الحياة للأفراد فهذا المؤشر ينطلق من التكنولوجيا كأساس لتنمية المدينة.
أما مؤشر شركة ميرسرMercer الأمريكية، والتي نشأت أساساً في فانكوفر الكندية عام 1945م، ومؤشر قابلية العيش العالمي الصادر من وحدة الاستخبارات البريطانية الإيكونيميست Economist Intellegent Unit فهما متشابهان إلى حد ما من ناحية المباشرة وسهولة الفهم، ويركزان أكثر على جودة الحياة للأفراد.وقد يُعاب على هذه المعايير أنها بشكل أو بآخر تتجه في قياسها للمدن وفقا للثقافة الغربية.
أغلب المدن المتكررة والتي تمثل الصدارة في مؤشر الـGPCI مدن مثل لندن، نيويورك، طوكيو، باريس أما المؤشرات التي تركز على جودة الحياة مثل الإيكونومست والوصول إلى الخدمات والاستقرار والرعاية الصحية والبنية التحتية فنجد مدن مثل فيينا، وكوبنهاجن، وملبورون، وفانكوفر، تحتل قمة الترتيب بشكل عام، أما زيورخ، وأوسلو، وسنغافورة، وجنيف، فنجدها في قمة سباق الـSCI.
أخيراً..
لا توجد مؤشرات أفضل من غيرها، بل يعتمد الاختيار على هدف التنمية، والوضع الحالي لها.
ما بعد أخيراً ..
المؤشرات بوصلة وليست هدفاً نهائياً بحد ذاتها، تهتم بتوجيه صانع القرار نحو تحقيق التوازن بين الازدهار الاقتصادي والرفاهية الإنسانية.