عبدالمطلوب مبارك البدراني
تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقة وطيدة وتاريخية مع واشنطن منذ الأزل. وفي سياق زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، إلى أمريكا، يتضح أن الرياض تدير علاقاتها الخارجية بمنظور يهدف إلى منع الانهيارات الإقليمية، وهو ما تجلى في عدة خطوات مفصلية.
* اتفاق بكين: التوصل إلى اتفاق مع إيران، مما خفف من حدة التوتر الإقليمي.
* مشروع حل الدولتين: طرح هذا المشروع الذي حظي بتسونامي من التأييد الإقليمي والدولي. وغير ذلك من الخطوات المتسارعة في سبيل تحقيق السلام في المنطقة.
إن الخطوات المتتالية التي اتخذتها المملكة، من بكين إلى طهران وإسلام آباد ودمشق، توضح طبيعة سياسة ولي العهد -حفظه الله تعالى- التي ترتكز على محورين أساسيين:
1 - التوجه نحو علاقات متوازنة: إقامة جسور مع مختلف القوى الإقليمية والدولية.
2 - تخفيف التوتر: العمل على تهدئة الأجواء وإعداد المنطقة لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون.
تأتي زيارة واشنطن لتؤكد على أهمية القوة الموازية التي تهدف إلى تعزيز السلام الإقليمي، الذي أصبح محتملاً أكثر من أي زمن مضى، على الرغم من وجود بؤر توتر مشتعلة.
إن المشروع الذي وضع ولي العهد اسمه وثقله فيه هو التطوير الاقتصادي، وليس الانخراط في الحروب أو التنافس السياسي. برنامجه يقوم على نقل بلاده من اليوم إلى المستقبل.
هذه التغييرات السعودية المنجزة على أرض الواقع هي ما شدَّ انتباه الرئيس الأمريكي نحو ولي العهد.
التوافق القيادي ودفع المنطقة نحو السلام العادل
سيُظهر اللقاء توافقًا بين شخصيتين متفردتين: سمو الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب، وكلاهما قادر على التعاون لدفع المنطقة نحو الأفضل والوصول إلى سلام عادل.
وقد أعلن الرئيس ترامب، عندما بدأ وساطته لوقف حرب غزة، أنه يريد الانتقال من وقف النزاع إلى إنهاء الصراع بشكل كامل، وهو هدف مشترك.
* إدراك أهمية السعودية: يدرك ترامب تمامًا الأهمية المحورية للمملكة:
* إقليميًا وإسلاميًا: دولة ذات ثقل ديني وسياسي كبير.
* أمن الطاقة: فاعل أساسي في أمن الطاقة وإمداداتها العالمية.
* القوة الاقتصادية: قوة اقتصادية صاعدة ضمن مجموعة العشرين وشريك استثماري كبير للولايات المتحدة.
ختامًا: ليس من المبالغة القول إن نجاح العلاقات السعودية - الأمريكية له انعكاس كبير ومباشر على استقرار المنطقة وازدهارها. إن الشراكة بين الرياض وواشنطن تُعد ركيزة أساسية لتحقيق الرؤية الجديدة للسلام والتنمية.