هادي بن شرجاب المحامض
رجلٍ يقلب التوازنات بنظره، ويعيد رسم المشهد الدولي بقرار واحد.
أنت أمام قائد لا يمر على العواصم مرور ضيف، بل مرور تأثير.
الامير محمد بن سلمان لا ينتظر الاستقبال.
هو الذي يفرض لحظة الاستعداد، ويضع شكل النقاش قبل أن يبدأ.
واشنطن تعرف هذه الحقيقة جيدا.
تعرف أنها أمام دولة صعدت من خانة التابع إلى خانة الشريك الند.
تقرأ تحركاته بدقة، لأنها ترى أثرها المباشر على الطاقة، والاستثمار، والتحالفات، ومسار المنطقة بأكملها.
زيارة واحدة منه كافية لتغيير إيقاع ملفات كاملة.
السعودية التي يمثلها اليوم أصبحت نقطة ارتكاز في حسابات القوى الكبرى.
أنت ترى ذلك في الأرقام، في صفقات الاستثمار، في توسع الصندوق السيادي، في حضور الشركات العالمية داخل المملكة، وفي إعادة رسم العلاقات الإقليمية بطريقة تجعل الجميع يعيد التفكير في موقعه.
حين يدخل الأمير محمد بن سلمان أي اجتماع، يعرف الجميع أن الجلسة لن تكون شكليّة.
الحديث سيكون مباشرا.
المصالح ستكون واضحة.
والقرار الذي يخرج من الطاولة سيؤثر خارج القاعة أكثر مما يؤثر داخلها.
هذه هي قوة من يملك رؤية طويلة المدى ويقود بلدا يتحرك بثقة نادرة.
البيت الأبيض يستعد اليوم لأنه يدرك أن الزيارة ليست بروتوكولية.
هي زيارة تعيد تعريف طبيعة العلاقة بين الرياض وواشنطن، وتضع أرضية جديدة تُبنى عليها السنوات المقبلة.
ملفات الأمن، والطاقة، والتقنية، والدفاع، والاستثمار ستخضع لقراءة مختلفة، لأن الطرف السعودي يدخل وهو يعرف قيمته، ويعرف ماذا يقدم، وماذا يريد؟
المعادلة تغيرت لأن السعودية لم تعد تنتظر طريقة تعامل الآخرين معها.
هي التي تحدد شكل العلاقة.
هي التي تبادر.
وهي التي تملك أدوات التأثير: اقتصاد سريع النمو، سياسات خارجية مستقلة، وقدرة على قيادة تحولات إقليمية كبرى.
في النهاية، ما يحدث اليوم ليس استعراض قوة، بل إعلان واقع.
قائد يملك حضورا يصنع التوازنات، ودولة تتحرك بثقة، وعاصمة عالمية تستعد لرجل يعرف كيف يغيّر الحسابات.