فهد المطيويع
يعيش فريق النصر مع مدربه البرتغالي خيسوس واحدة من أجمل الفترات في تاريخه الحديث، فمهما عدت بذاكرتي إلى الوراء، لا أجد فترة اجتمع فيها الأداء الفني بالنتائج بهذا الشكل المدهش كما يحدث الآن، النصر يعيش أزهى أيامه مع مدرب يعشق التحديات ويملك سجلًا مليئًا بالإنجازات أينما حل وارتحل.
لقد وصل النصر هذا الموسم إلى مرحلة من النضج الفني تجعله يقدم أداء ولا أروع، وأتوقع أن يستمر في تقديم المزيد من الإبهار خلال الجولات القادمة، ومهما تحدث البعض عن سهولة الجدولة أو تدرج المباريات، فلا شيء من ذلك يلغي حقيقة أن النصر ناضج فنيًا وثقيل داخل الملعب، ومن الصعب جدًا إيقافه من أي فريق في الدوري.
نعم، مر على النصر فترات من التألق في منافسات الدوري، ولكنه كان يسقط في الأمتار الاخيرة ، ومن وجهة نظر بعيدة عن العاطفة، فإن النصر حالياً يمتلك المقومات الفنية التي تضمن له المنافسة على لقب الدوري بكل قوة. فمن الظلم أن يخسر فريق يضم أسماء من العيار الثقيل مثل جواو فيلكس والأسطورة كريستيانو رونالدو وبروزوفيتش وساديو ماني، إلى جانب بقية الكتيبة المتوهجة التي تصنع الفارق في كل مباراة.
ورغم أن خروج النصر من كأس الملك وخسارة السوبر قد أثارا استغراب الكثيرين - وأنا منهم - فإن هذه الكبوات لا تقلل من حقيقة واضحة ان كتيبة خيسوس تبدو اليوم أكثر جاهزية وصلابة من أي وقت مضى. ومع هذا المستوى وهذا الانسجام الفني، يصبح من الصعب تصور أن يخسر الفريق الدوري بسهولة. صحيح أن كرة القدم تحمل الكثير من التقلبات ولا يمكن لأحد التنبؤ بمستقبلها، فهي كما اعتدنا منها لعبة «مجنونة» لا تعترف بالتوقعات.
لكن المشهد العام حتى الآن يقول إن ليالي العيد تبان من عصاريها، وكل المؤشرات تصب في مصلحة النصر. ورغم أن الفارق النقطي ليس كبيرًا بين المركز الأول والثاني وربما الثالث، فإن الأداء الحالي يجعل من الصعب توقع أن يتنازل النصر - أو مدربه - عن الصدارة لأي فريق، مهما كان تاريخه أو إنجازاته وإذا بحثنا عن الفرق التي قد توقف زحف النصر، فسنجد أن الاتحاد والهلال ليسا في أفضل حالاتهما، بينما الأهلي يعيش حالة من التذبذب لا يمكن معها التنبؤ بأدائه من مباراة إلى أخرى.
ولهذا يبدو طريق البطولة ممهدًا بشكل كبير أمام النصر، ذلك الفريق الذي صبرت جماهيره طويلًا لتراه بهذا الجمال والدهشة الفنية نعم، ما زلنا في الدور الأول، لكن من يشاهد هذا الجنون والإبهار لا يملك إلا أن يقول: هذا زمن النصر الا إذا كان للهلال ومدربه رأي آخر.