أ.د.عثمان بن صالح العامر
تأسست هذه الدولة المباركة (المملكة العربية السعودية) وقامت منذ لحظة الميلاد الخالدة على أركان راسخة، وقواعد متينة، ولازالت محافظة عليها، معتزة بها ومفاخرة، ومن هذه الأسس الاهتمام بأمر العالمين العربي والإسلامي، وتبني قضاياهما والدفاع عنهما في المحافل الدولية والمنتديات العالمية بعيداً عن الشعارات الفارغة، والأحاديث المستهلكة التي يعرفها جيداً القارئ في التاريخ السياسي للعالمين العربي والإسلامي، ليست القضية الفلسطينية فحسب بل كل قضية في العالمين هي محل اهتمام شديد من لدن قيادتنا الحكمية، فها هو المؤرخ فؤاد شاكر يصف لقاءه بجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله في كتابه الموسوم: (رحلة الربيع) فائلاً: (..أما اهتمام جلالته بشؤون المسلمين فهي واضحة للبيان، ومواقفه فيها معروفة لدى الخاص والعام، وإنني أعرف منها الشيء الكثير ولولا معرفتي عزوف جلالته عن الدعاية والإعلان لأوردت منها ما يهز النفوس، ويبهج القلوب تقديراً لصنائعه الخالدة وأياديه البيضاء في خدمة الأمتين الإسلامية والعربية) وما أشبه الليلة بالبارحة، وهذا الشبل من ذاك الاسد، فها هو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، رئيس مجلس الوزراء مع سعيه الحثيث وشغله الدائم من أجل صناعة وطن قوي، قادر على تغير مجرى الأحداث، وفاعل كبير في المنطقة، ومحرك أساس للاقتصاد العالمي، ولاعب محوري في نادي الكبار إلا أنه لم ينس أوجاع وألآم الأمتين العربية والإسلامية، يفتح ملف السوادان مع الرئيس الأمريكي السيد ترامب داخل البيت الأبيض إبان زيارته الرسمية التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، ومن قبل كان له موقف مشهود لن ينساه التاريخ إزاء دولة سوريا الشقيقة، والعراق، واليمن، ولبنان، وغير ذلك مما لا نعلمه كثير، كل هذا بعيداً عن الضجيج ، وبكل مصداقية وشفافية ووضوح، وهذا ما تتسم به سياسة قيادتنا الحكيمة، ونهج بلادنا الخيرة (المملكة العربية السعودية)، مما جعل لها وزنها الراسخ، وقيمها الثابتة، التي منحتها ثقة عالمية واضحة، وعزز هذه الثقة، وقوى وشائج التواصل السعودي مع العالم أجمع ما امتز به سمو سيدي من دبلوماسية عالية، وذكاء فذ، وقوة لافته، تلك المزايا والخصائص والسمات التي جعلته بحق (بطل القرن الحادي والعشرين) بامتياز، فهو (الرجل الألف) الذي كان العالمان العربي والإسلامي ينتظرانه طوال نهايالقرن المنصرم، وبداية هذا القرن ليعيد للعروبة عزتها، وينتصر لقضايا المسلمين العالقة، وسيخلد التاريخ بطولة سيدي (محمد بن سلمان) الذي خاض خلال سنوات معدودة معارك سياسية واقتصادية وفكرية وأمنية واستطاع بتوفيق من الله عز وجل ومعية منه وإعانته أن ينتصر فيها، ويحقق لوطن العز بل للمنطقة بأسرها حالة من الاستقرار يغبطنا عليها العالم أجمع، حفظ الله قادتنا، وأدام عزنا، ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.