د.نايف الحمد
في مباراة الهلال أمام الفتح عاد النمر الأوروغوياني داروين نونيز بعد انقطاعٍ لعدة مباريات بداعي الإصابة التي عاودته للمرة الثانية منذ بداية الموسم الحالي.
تدور الكثير من الأحاديث حول داروين بين جماهير الهلال، وهل بالفعل وجد الهلال ضالّته في نجم الأوروغواي ونادي ليفربول الإنجليزي، أم أن الفريق يحتاج للاعب بمواصفات أخرى قد تكون أعلى مما يمتلكه داروين، إضافةً إلى مخاوف الجماهير من تلك الإصابة التي تكررت مرتين في ظرف ثلاثة أشهر.
في مباراة الفتح الأخيرة، ورغم أن داروين لم يدخل التدريبات الجماعية سوى قبل المباراة بثلاثة أيام، إلا أنه قدَّم أداءً رائعًا وسجَّل هدفًا بفاصل مهاري يعكس ما يكتنزه هذا النجم من إمكانات؛ فقد جمع بين التحرك والسرعة والمهارة العالية في الإنهاء، وأظهر روحًا كبيرة طالما تحلّى بها، ما يؤكد حرصه على خدمة الفريق وإسعاد الجماهير الغفيرة التي تسجل حضورًا لافتًا في مباريات الهلال على ملعبه في (المملكة أرينا)، وتغطي تقريبًا الطاقة الاستيعابية للملعب في كل مباريات الزعيم بقيادة القوة الزرقاء التي تمثّل القوة الحقيقية بالفعل، والمحرك الرئيس لجماهير الهلال في المدرجات.
من وجهة نظري، أرى أن داروين نونيز لديه الكثير ليقدّمه للهلال، وأعتقد أنه من المهاجمين القلائل القادرين على تطبيق الطريقة التي تتناسب مع أسلوب وخطط المدير الفني إنزاغي، ولديَّ ثقة كبيرة في نجاحه. فاللاعب يمتلك شموليةً في خصائصه وقدرةً على اللعب في أكثر من مركز في خط الهجوم.
تبقى نقطة واحدة تتعلق بتكرار إصابته، وهذا الأمر يمكن تقييمه من قبل الجهاز الطبي للفريق. لكن اللاعب في مسيرته مع ليفربول لم يتعرض لإصابات متعددة أو انقطاعات طويلة. صحيح أنه أجرى عمليتين جراحيتين سابقتين، لكنهما قديمتان وقبل التحاقه بليفربول، لذلك لا أعتقد أن هذه الإصابة ستعيقه عن مواصلة الركض مع الزعيم الهلالي.
أعتقد أن لاعبًا مثل نونيز يمتلك الرغبة والطموح والروح العالية يستحق من الجماهير الهلالية الدعم، وقد برهن على استحقاقه لهذا الدعم من خلال العديد من الأهداف الحاسمة التي سجَّلها للفريق رغم غيابه عن بعض المباريات.
نقطة آخر السطر
بعد تسع جولات من الدوري يقف الهلال في موقع جيد على سلّم الترتيب، مع الأخذ بالاعتبار صعوبة جدولة مبارياته في المرحلة السابقة. وسيكون التوقف لأسبوعين حاسمًا في تجهيز الفريق بشكل مثالي لإكمال النصف الأول من الموسم قبل الميركاتو الشتوي الذي يعقد عليه الهلاليون آمالًا كبيرة لتحسين جودة العناصر، وسد بعض النواقص، وإيجاد عمق أكبر في تشكيلة الفريق وتقوية دكة البدلاء، حتى يتمكن الهلال من مواصلة مشواره في موسم طويل ومرهق يحتاج إلى فريق مكتمل إذا ما أراد تحقيق تطلعات جماهيره.