أ.د.محمد بن عبدالعزيز الفيصل
سعدنا في زيارتنا لحائل بلقاء سمو نائب أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، في مكتب سموه بديوان الإمارة، يوم الأربعاء السابع من شهر جمادى الأولى من العام السابع والأربعين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة، وقد استقبلنا سموه بحفاوة وترحيب، وكان الحوار معه ثريًّا يعكس عمق شخصيته، وإلمامه بالشؤون المتصلة بالتنمية والتطوير، وبالأخص الجانب الثقافي الذي يشغل حيزًا من اهتمام سموه؛ فهو على معرفة واسعة بالأدب والتاريخ ولاسيما تاريخ المنطقة الثري، إذ كانت حائل موطنًا لإقامة أعلام التراث العربي كامرئ القيس بن حجر الكندي، وحاتم الطائي وغيرهما من أساطين التاريخ، ومن هنا يبرز البعد الثقافي بوصفه أحد أبرز المقومات التي تتمتع بها حائل، فمن يتجه من المطار إلى المدينة يستقبله مبنى مهيب أظنه سيكون متحفًا وطنيًا، كما أن التنمية شملت قلب حائل وكل محافظاتها ومراكزها، وهو ما يعكس اهتمام ولاة الأمر -أعزهم الله- بهذه المنطقة وبكل شبر من مملكتنا الغالية، وتبعث الجهود المباركة التي يبذلها سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في إدارة المنطقة والرفع بالمشاريع ومتابعتها على الفخر والاعتزاز بهذه القيادة الإدارية المتميزة.
فسمو الأمير فيصل شاب مثقف، ورجل إداري من الطراز الأول، ويحظى بحضور اجتماعي لافت وتشهد له أخلاقه الرفيعة قبل سيرته العلمية والإدارية؛ فقد تدرج سموه في الأعمال الإدارية الحكومية، فجمع بين الخبرة العملية، والمرجعية العلمية، ليكون أنموذجًا قياديًا فذًّا وخير عون لسمو أمير المنطقة -وفقهما الله-.
وقد سرني اهتمام الأمير فيصل بمستهدفات رؤية المملكة 2030 وتركيزه عليها، إذ تبرز الثقافة كإحدى أبرز ركائز الرؤية التي تقوم عليها جودة الحياة، وقد لمست حرص سموه على تفعيل الجوانب الثقافية في المنطقة، واهتمامه بدعمها وتطويرها ولعل جمعية أدبي حائل من أبرز المؤسسات الثقافية التي سارعت إلى التحول إلى جمعية فاستمرت في نشاطها الأدبي، وفعالياتها الفكرية.
وفي نهاية اللقاء تشرفت أنا ووالدي بإهداء سمو الأمير فيصل نسخة من كتاب والدي: (المعلقات العشر)، ونسخة من كتابي: (الخطاب السياسي في خطب الملك سلمان)، وقد أسعدنا سموه بقبول هذين الإصدارين وبإشادته بهما، وتقديره للجهود المبذولة فيهما، وعند ختام الزيارة شكرنا سموه على حسن الاستقبال والحفاوة غير المستغربة، فغادرنا حائل وألسنتنا تلهج بالدعاء لولاة أمرنا الكرام، ولقيادة منطقة حائل المتمثلة في سمو أمير المنطقة وسمو نائبه اللذين يحرصان على خدمة الوطن والمواطن، ودعم المشاريع الوطنية والثقافية وتقدير أصحابها.