د.محمد بن عبدالرحمن البشر
المملكة العربية السعودية وضعت نظرة مستقبلية لتنويع مواردها، فبالإضافة إلى النفط، فأرض المملكة وموقعها وما تحمله أرضها من خيرات، ستضيف بمشيئة الله مساحة كبيرة من العطاء، ولهذا فقد وضع صاحب السمو الملكي ولي العهد رؤية عشرين ثلاثين، وقد حققت الكثير من المستهدفات، وهناك مستهدفات في طريقها إلى الإنجاز، وأخرى سوف تظهر على السطح لتكتمل الطموحات المبنية على قواعد مدروسة، وهناك مجالات متعددة ساهمت وتساهم في تنويع الموارد منها الصناعة، وجلب رؤوس الأموال الأجنبية، واستغلال موقع المملكة الممتاز وجغرافيتها، لجعلها مركزا رئيسا ومحطة لإعادة التصدير، والتعدين مورد هام آخر أصبح واقعاً نلمسه، وشركة معادن وظفت عددا من أبناء الوطن، وحققت أرباحاً ساهمت وتساهم في بناء الاقتصاد الوطني، والسياحة كانت من المستهدفات الكبرى في رؤية عشرين ثلاثين، ولهذا فإننا نجد صروحاً من المنشآت السياحية، التي قفزت بعدد السائحين في الداخل والخارج إلى بلوغ أرقام غير مسبوقة.
كل هذه الطموحات تمت وتتم في ظل ظروف ملائمة، وعلى رأسها الأمن والاستقرار، وتوفير البنية التحتية من شبكة طرق ومواني ومشافي ومطارات وشركات طيران متعددة تتناسب أسعارها مع جميع الفئات، إضافة إلى الكثير من الخدمات الأخرى.
لقد سعت المملكة لبناء شبكة من العلاقات الدولية المتوازنة، مكنتها من اطمئنان رجال الأعمال إلى جعلها إحدى وجهات الاستثمار الهامة، فالجميع يريد أن يلحق بهذه الانطلاقة السريعة لتحقيق الفائدة للطرفين، وقد شاهدنا كبار المستثمرين والأثرياء في العالم يحضرون المؤتمرات الاستثمارية في المملكة، ليقينهم أن هناك فرصا مستقبلية للمساهمة في هذا التوسع الاقتصادي الكبير، كما أن المملكة بمكانتها المرموقة على مستوى العالم استطاعت نيل تنظيم كأس العالم، ومعرض أكسبو، مما يعني زيادة هائلة في عدد الزائرين، والتعرف على الفرص الاستثمارية، وإبرام الصفقات، التي كثيراً ما تحدث أثناء قيام المعرض أو بعده.
صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقبل في البيت الأبيض استقبالاً غير مسبوق، وهذا يجسد ما للمملكة وقيادتها من مكانة لدى الولايات المتحدة وهي أهم دول العالم، كما يشاهد المتابع دول العالم التي تتسابق على زيارة المملكة على مدى الأيام المتتالية .
يعلم الرئيس الأمريكي حرص المملكة على رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، لاسيما في غزة التي تعرضت إلى دمار لبنيتها وقتل لأهلها غير مسبوق من قبل إسرائيل، ولهذا حرص على المسارعة في استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن غزة قبل وصول صاحب السمو الملكي ولي العهد، وقد تحقق ذلك، كما سارعت الولايات المتحدة بالموافقة على بيع طائرات أف خمسة وثلاثين، وهي أكثر أنواع الطائرات تقدماً وكفاءة، ولا يملكها إلا عدد محدود من الدول، إضافة إلى توقيع الكثير من الاتفاقيات لما فيه مصلحة الطرفين.